يُعدّ صلاتا الكسوف والخسوف من الشعائر الإسلامية التي تحمل في ظاهرها إجلالاً عميقاً لآيات الله في الكون، إذ تذكر المسلم بعظمة الخالق وقدرته على تدبير الأمور. ولكن مع اختلاف مظاهرها وخصوصيتها، يبرز سؤال مهم يتردد بين كثير من الناس: كيف يُنادى لهذه الصلوات؟ هل يُطلب من المصلين الحضور عبر الأذان المعروف، أم يُفضل النداء بـ”الصلاة جامعة” كما يُقال في بعض الأحيان؟ في هذا المقال، نستعرض شرح المفتي السابق حول الطريقة الصحيحة والمرعية في النداء لصلاتي الكسوف والخسوف، مع توضيح الحكم الشرعي والمعايير التي استند إليها في ذلك.
المفتي السابق يشرح الفرق بين النداء لصلاتي الكسوف والخسوف والنداء للأذان
يُميّز الشرع الحكيم بين النداء لصلاتي الكسوف والخسوف والنداء للأذان المعتاد لصلاة الفروض، حيث إن لكل منهما حكمه الخاص وطريقته المميزة في الإبلاغ. نداء صلاة الكسوف والخسوف لا يتّبع صيغة الأذان المعتادة، ولا يُقال فيه “الله أكبر” سبع مرات كما في الأذان، بل يُنادى عنه بشكل يُحث فيه الناس على القيام لصلاة خاصة تُعرف بصلاة الكسوف أو الخسوف. الأمر فيه بيان من المفتى السابق بأن المطلوب هو النداء بالجمع بين مفهوم الدعوة إلى الصلاة والتذكير بخصوصية وقتها دون التشبه الأذان، حفاظًا على خصوصية هذه الصلاة التي تعبر عن خشية الله وعظمته في آياته.
يكمن الاختلاف في أن دعوة صلاة الكسوف والخسوف تستخدم عبارات بسيطة وواضحة، قد تشمل ما يلي:
- الصلاة جامعة للناس أو انطلاق الصلاة
- الأمر بالقيام والتضرع إلى الله في هذا الظرف الكوني
- التركيز على أن الصلاة ليست كباقي الصلوات، بل هي خاصة بالاذلال والخشوع في وقت رؤية هذه الظاهرة العظيمة
بهذه الطريقة، يُحافظ الخطاب الدعوي على وضوحه ويُبرز دلالة الموقف، مما يُسهّل فهم المصلي وتركّز خاطره على الصلاة والمعاني الروحية التي تحملها.

الدليل الشرعي لقول “الصلاة جامعة” ومدى صحته في أداء الندعاء
يرى العلماء أن شعار “الصلاة جامعة” لا يُعتبر من الأدلة الشرعية المتواترة أو المأثورة عن النبي ﷺ أو الصحابة رضي الله عنهم، بل هو مجرد تعبير تطوّري يُستخدم في بعض الأماكن للدلالة على صلاة الكسوف أو الخسوف. أما الأحاديث النبوية الشرعية التي تناولت كيفية النداء لصلاة الكسوف والخسوف، فهي توضح أن النداء يكون بالأذان، مع بعض الخصوصيات في الصياغة، فإن كان الغرض هو الجمع بين الأذان والإقامة خصوصًا في تلك الصلوات فلا بأس بذلك طالما لم يخالف السنن.
الأدلة الشرعية تُشير إلى التالي:
- الأذان مستحب كغيره من الصلوات المفروضة والنافلة.
- لا توجد رواية نص عليها النبي ﷺ أو الصحابة بوصف النداء بـ “الصلاة جامعة”.
- الالتزام بالسنة النبوية في النطق بالنداء يُعد أفضل وأوجب للامتثال.
| الوصف | طريقة النداء الشرعية |
|---|---|
| صلاة الكسوف والخسوف | الأذان بالألفاظ المعتادة مع تنبيه المأمومين للصلاة الخاصة |
| النداء بـ “الصلاة جامعة” | غير وارد في السنة، ومجرد تعبير غير شرعي |

التوجيهات العملية لأئمة المساجد في النداء لصلاتي الكسوف والخسوف
عند النداء لصلاتي الكسوف والخسوف، هناك توجيهات مهمة لابد لأئمة المساجد الالتزام بها لتحقيق السلاسة والوضوح في الدعوة، وتجنب أي لبس قد يطرأ على المصلين. الأفضل أن يكون النداء بعبارة واضحة ومخصصة لهذا المقام، مثل: “أيها الإخوة، الصلاة في الكسوف” أو “الصلاة في الخسوف جامعة، فليتقدم من يريد الصلاة”.” ويُنصح بعدم استخدام لفظ الأذان المعتاد للصلاة العادية، لأن الصلوات الخاصة بالكسوف والخسوف تؤدى بطريقة مختلفة، وهذا يتطلب تأكيداً في النداء على الخصوصية والفرق في الحكم والشكل.
يُستحسن أن يلتزم الإمام بهذه الخطوات العملية عند النداء:
- البدء بالتكبير وتكرارها ثلاث مرات بشكل متدرج.
- تنبيه المصلين أن الصلاة جامعة وليست إقامة لصلاة فرض عادية.
- تحفيز الإخلاص والخشوع في الصلاة كونها ذات حكم خاص وفضيلة عظيمة.
- تذكير المصلين بأن الصلاة يجب أن تتم جماعة وبتتبع الإمام في الركوع والسجود ببطء.
| طريقة النداء | الفائدة |
|---|---|
| النداء بعبارة “الصلاة جامعة” | تحديد نوع الصلاة وإيضاح الخصوصية |
| تجنب الأذان المعتاد | تفادي اختلاط التنفيذ بالصلوات المفروضة |
| خطوات النداء المتدرجة | تحفيز الإقبال بالصلاة وترتيب الجماعة |

توصيات لتعزيز روح الخشوع والوعي لدى المصلين أثناء صلاة الكسوف والخسوف
لتحقيق أقصى درجات الخشوع والوعي خلال صلاتي الكسوف والخسوف، لابد من تهيئة النفس والبيئة المحيطة للمصلين، حيث يُنصح بـالتأمل في عظمة خلق الله والتفكر في ظاهرة الكسوف والخسوف كآيات تدعو إلى استحضار الخشية من الله. يمكن للمؤذنين والإمام أيضاً أن يساهموا في خلق أجواء روحانية مميزة من خلال اختيار كلمات النداء التي تركز على أهمية مناسبة الصلاة، مع توضيح حكمة الأمر بالقيام بهذه الصلاة بدلاً من الصلوات الاعتيادية.
بالإضافة إلى ذلك، يُفضل اعتماد بعض الوسائل العملية التي تعزز من هدوء النفس وتركيز القلب، مثل:
- اختيار أماكن هادئة وبعيدة عن الضوضاء توفر جوًا مثاليًا للتعبد والتفكر.
- تجنب التعجل في أداء الصلاة والتروي في أداء الركوع والسجود.
- الاستعانة بالدعاء والتسبيح بصوت منخفض خلال الصلاة لملء القلب بخشوع.
هذه التوصيات ليست فقط لتعزيز الخشوع بل أيضاً لرفع مستوى الوعي لدى المصلين بأهمية هذه الصلاة ونُدرتها، مما يجعلها لحظة تحول روحي تُغرس في الذاكرة الإيمانية.
Wrapping Up
في نهاية المطاف، يظل أمر كيفية النداء لصلاة الكسوف والخسوف موضوعًا استفتائيًا يستند إلى الفهم العميق للسنة النبوية وتعاليم الفقهاء العظام. توضيحات المفتي السابق تقدم لنا ضوءًا يُسهم في إزالة الغموض حول ما إذا كان النداء يكون بالأذان المعتاد أم بصيغة “الصلاة جامعة”، مما يعزز من وضوح الخطوات العملية لأداء هذه الصلاة المباركة في أوقاتها المخصصة. وبغض النظر عن الصيغة المستخدمة، يبقى القلب متوجهًا بخشوع وخشية لله عز وجل، مستشعرًا عظمة الظواهر السماوية التي تدعونا للتأمل والتضرع. فلتكن دعواتنا ملباة وأرواحنا متيقظة، في كل لحظة تسلط فيها الشمس أو القمر أجزاءً من نورهما، تذكيرًا لنا بعظمة الخالق وقدرته.

