في عالم الفتوى الإسلامية الذي يتسم بالدقة والاعتدال، يبرز الدكتور خالد الجندي كمفكر معاصر يسعى إلى تجديد فهم الأحكام الشرعية من خلال منهجية متوازنة تعتمد على مقاصد الشريعة. حيث يؤكد الجندي على أن المفتي الحقيقي هو من يزن الفتوى بدقة عبر خمس مقاصد رئيسية ثلاثة مصالح أساسية، ليصل إلى حكم شرعي يعكس الحكمة والعدالة. في هذا المقال، نستعرض رؤية خالد الجندي في كيفية تحديد الحكم الصحيح، مستعرضين الأبعاد التي تعتمد عليها هذه المقاصد والمصالح في تحقيق المصلحة العامة وصيانة مقومات المجتمع الإسلامي.
أهمية المقاصد في وزن الفتوى ودورها في تحقيق العدالة الشرعية
تكمن أهمية المقاصد في كونها الميزان الحاسم لصياغة الفتوى الشرعية، حيث لا تقتصر على النصوص فقط بل تتجاوزها لفهم الغايات التي شرع الله من أجلها الأحكام. يعمل المفتي برؤية شمولية تربط بين الأحكام والمصالح المراد تحقيقها، مما يضمن أن تكون الفتوى متوازنة ومتوافقة مع روح الشريعة ومقوماتها الأخلاقية والاجتماعية. هذه النظرة العميقة تمنع التوصل إلى أحكام جامدة، وتزيد من مرونة الأحكام لتحقق مصلحة المسلمين في كل زمان ومكان، مع المحافظة على جوهر الدين وأصله.
إن دور المقاصد لا يقتصر على الجانب الشرعي فقط، بل يتعداه ليشكل قاعدة صلبة لاحتواء التحديات المعاصرة ولتحقيق العدالة الشرعية التي توازن بين الحقوق والواجبات. وفي إطار تطبيق ذلك يركز المفتي على خمس مقاصد رئيسية تشمل:
- حفظ الدين
- حفظ النفس
- حفظ العقل
- حفظ النسل
- حفظ المال
كما يُراعى ثلاث مصالح أساسية لتحديد الحكم الصحيح بدقة ووعي، مما يعزز ثقة المجتمع في الفتاوى ويجعلها مصدرًا للاستقرار والطمأنينة في حياة الأفراد. وفي الجدول التالي توضيح مبسط لأهمية المقاصد ومجالات تأثيرها:
| المقصد | مجال التأثير | أهمية في تحقيق العدالة |
|---|---|---|
| حفظ الدين | الثبات على المبادئ | حماية العقيدة من التحريف |
| حفظ النفس | حقوق الحياة والسلامة | منع الظلم والإضرار |
| حفظ العقل | التعليم والتفكير السليم | تشجيع العقلانية والعدل |
| حفظ النسل | الأسرة والمجتمع | حماية الأجيال القادمة |
| حفظ المال | الأمان الاقتصادي | ضمان الحقوق المالية ومكافحة الفساد |

تحليل المقاصد الخمس وتأثيرها على تحديد الحكم الصحيح في الفقه الإسلامي
يشكل تحليل المقاصد الخمس ركيزة أساسية في منهجية استنباط الأحكام الشرعية، حيث تركز على تحقيق المصلحة ودرء المفسدة. هذه المقاصد تشمل:
- حفظ الدين
- حفظ النفس
- حفظ العقل
- حفظ النسل
- حفظ المال
وتنبع أهمية هذه الأبعاد من كونها تعكس الحكمة الربانية في التشريع، مما يجعل المفتي يعتمد عليها بشكل معمق لتحكيم الفتوى بشكل متوازن يراعي الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
بالاقتران مع المقاصد الخمس، يأتي دور الثلاث مصالح الأساسية التي تتمثل في المصلحة الضرورية، المصلحة الحاجية، والمصلحة التحسينية. ويُعتمد عليها لتصنيف وتحديد حكم الشرع بين الوجوب، الجواز، والمنع، حسب ما يخدم المقصد الأسمى للشرع.
| المصلحة | الشرح | تأثيرها على الحكم |
|---|---|---|
| مصلحة ضرورية | الاحتياجات الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها | فرض وإلزام للحفاظ عليها |
| مصلحة حاجية | تسهيل أمور الدين والدنيا بدون تعقيد | مباح ومندوب |
| مصلحة تحسينية | تحسين الأحوال والزينة في التشريع | مندوب ومستحب |
إن الجمع بين هذه النظرتين -المقاصد الخمس والمصالح الثلاث- يمنح الفقيه معياري دقيق وجامع لتحديد الحكم الشرعي الأمثل، ما يضمن توافق الفتوى مع مقاصد الشريعة العليا ويحفظ وحدة الدين ويتعامل بمرونة مع المستجدات.
تحديد المصالح الثلاث ودورها في تحقيق التوازن بين النص والواقع
لقد أثبتت التجارب الفقهية أن المصالح الثلاث الأساسية تشكل محورًا لا غنى عنه في استنباط الأحكام الشرعية التي تحقق توازنًا دقيقًا بين النصوص الجامدة والواقع المتغير.
حفظ النفس والمال والعقل ليست مجرد مقاصد نظرية، بل أدوات عملية تساعد المفتي على تجاوز المعضلات التي قد تواجه تطبيق الأحكام في الحياة اليومية، بحيث تكون الفتوى ليست فقط صحيحة من الناحية الشرعية بل أيضًا مناسبة من الناحية الواقعية.
- حفظ النفس: حماية الإنسان من الضرر والتهلكة.
- حفظ المال: تأمين الاستقرار الاقتصادي ودرء الفساد.
- حفظ العقل: ضمان سلامة الأفكار ومنع التضليل.
من خلال هذه المصالح، ينجح المفتي في إيجاد حكم شرعي مرن يستطيع أن يتجاوب مع التطورات الاجتماعية والتحديات العصرية، بحيث يدمج بين الثبات الديني والمرونة الواقعية دون أن يخل بأحدهما.
هذا التوازن يظهر جليًا عندما توضع هذه المصالح في مواجهة مباشرة مع النصوص، حيث تُعطى لأحد الجانبين الأولوية حسب مقتضيات الحال، مما يجعل الفتوى أكثر حكمة وشمولًا. وفي الجدول التالي، يتضح التفاعل بين المصالح الثلاث وتأثيرها في صياغة الحكم الشرعي المناسب:
| المصلحة | الهدف | تأثيرها على الحكم |
|---|---|---|
| حفظ النفس | الوقاية من الضرر الجسدي | الحد من المشقة وتخفيف الأحكام |
| حفظ المال | استقرار الاقتصاد الشخصي والعام | منع الغش والاحتكار |
| حفظ العقل | صون الفكر والوعي | التحذير من البدع والخرافات |

توصيات لتطبيق منهج المفتي خالد الجندي في إصدار الفتاوى المعاصرة
يشدد منهج المفتي خالد الجندي في إصدار الفتاوى على ضرورة مراعاة خمس مقاصد شرعية أساسية توازن بين نصوص الشريعة وروحها. يتمثل هذا التوجه في فهم شامل للغايات التي وضع الله الشريعة من أجلها، ومنها حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال. ويُعتبر هذا الإطار المرجعي بمثابة بوصلة دقيقة توجه الفتوى نحو حكم شرعي يتناسب مع تعقيدات الواقع المعاصر ومتطلباته المتغيرة.
بالإضافة إلى ذلك، يعتمد الجندي على تحقيق ثلاث مصالح رئيسية لضبط الحكم الشرعي، وهي: المصلحة المرسلة، والمصلحة المورثة، والمصلحة الحكيمة. وبتنويع أبعاد النظر إلى المصالح، يصدر المفتي فتاويه بمنهجية علمية تضمن الاتزان وعدم التسرع أو الإغفال عن تفاصيل الواقع. يمكن تلخيص هذا المنهج في الجدول التالي:
| البعد الشرعي | التعريف | أهمية التطبيق |
|---|---|---|
| خمس مقاصد | حفظ الدين، النفس، العقل، النسل، المال | تحديد مصادر التشريع الأساسية |
| ثلاث مصالح | المصلحة المرسلة، المورثة، الحكيمة | ضبط الحكم وفق متطلبات العصر |
ينبغي للمفتين والعاملين في الفتوى الاستفادة من هذا المنهج المتوازن الذي يؤمن فهما دينيا عميقا مرتبطا بحقائق الواقع وإعمال العقل والشرع دون انحياز أو تقيد مفرط. كما يرسخ هذا الأسلوب مسؤولية المفتي في تحقيق مقاصد الإصلاح والنفع العام بوعي شخصي علمي يُبعد الشبهة ويجعل الفتوى أداة بناء لا هدم.
Closing Remarks
في ختام حديثنا عن رؤية الشيخ خالد الجندي في وزن الفتوى، نرى كيف أن الجمع بين المقاصد الخمسة للشريعة والمصالح الثلاث يمثل منهجًا رصينًا يسهم في استنباط الأحكام الشرعية بشكل يعكس روح الدين وواقع المجتمع معًا. إن هذا التوازن الدقيق بين النص والواقع هو ما يجعل الفتوى أداة حيوية لتحقيق العدالة والمنفعة، ويعزز ثقة الناس في الأحكام الشرعية التي تنبثق من فهم شامل ومتزن. تبقى هذه الرؤية دعوة مفتوحة للعلماء والقضاة لاستمرار الاجتهاد والتطوير بما يضمن حفظ مقاصد الدين وتحقيق مصالح الأمة في كل زمان ومكان.

