ما حكم صلاة الجنازة على أكثر من متوفى مرة واحدة وثوابها؟.. الإفتاء توضح

تشكل صلاة الجنازة الجماعية تجربة روحية عميقة تجمع بين المؤمنين في لحظة إرث وتعاطف مشترك، حيث يُنتقل عدوى الإيمان والسكينة بين القلوب. من خلال المشاركة في هذه الصلاة على أكثر من متوفى في آنٍ واحد، يتعزز الشعور بالوحدة والتراحم، ويشعر الجميع بالارتباط الوثيق بالقيم الإسلامية النبيلة التي تحث على التكافل الاجتماعي. كما تُضفي هذه الصلاة جوًا من التأمل في حتمية الموت، مما يحث الأفراد على مراجعة أنفسهم والتوبة قبل الأوان.

أما على الصعيد الاجتماعي، فتلك الصلاة تؤسس لروابط تضامنية بين أفراد المجتمع، وتعمل كصوت جماعي يُعلن عن دعم الأهل والدعاء لهم، مما يخفف من وقع الفقد ويزيد من التواصل الاجتماعي. وتبرز أهميتها من خلال النقاط التالية:

• التكافل ومساعدة الأحبة: تعزيز الروابط بين الناس وتقوية الشعور بالمسؤولية تجاه بعضهم البعض.
• تشجيع التعاون المجتمعي: جمع الجهود لأداء العبادة بشكل مشترك يعكس روح المحبة والتسامح.
• تذكير دائم بالمصير النهائي: دفع الأفراد للارتقاء بأعمالهم وعلاقاتهم قبل فوات الأوان.

يجوز أداء صلاة الجنازة على أكثر من متوفى في نفس الوقت، بشرط أن تتوفر فيه شروط معينة، منها: أن يكونوا من المسلمين، حضر النية للصلاة عليهم، وألا يتعارض ذلك مع الشروط المعروفة لصلاة الجنازة كالوضوء وخلو المكان من النجاسة. ويُفضل أن يُذكر في الصلاة: “اللهم اغفر لهم وارحمهم”، بحيث تشمل الدعاء جميع المتوفين، كما يُسن أن يُجهر الإمام بالدعاء لتشمل الصلاة الجميع مستشعرين رحمة الله ورحمته على الأرواح المحتاجة.

وعند أداء الصلاة على أكثر من متوفى، يمكن ترتيبهم في صفوف متوازية بحيث لا يُحرم أي متوفى من أداء الصلاة عليه، مع مراعاة عدم التفرقة في الدعاء والذكر. ومن فوائد الجمع في الصلاة ما يلي:

• توفير الوقت والحفاظ على طهارة المكان.
• تعميق الأثر الروحي بمشاركة الجميع في الدعاء الجماعي.
• سهولة التنظيم والترتيب خصوصاً في المناسبات التي تضم أعداداً كبيرة من المتوفين.

تُعتبر صلاة الجنازة من النوافل الجليلة التي تُرفع بها أرجاء الرحمة والمغفرة على روح المتوفى، وتَعود أجورها على المصلي بغفران ذنوبه وزيادة حسناته. تؤكد دار الإفتاء أن الصلاة على أكثر من ميت في وقت واحد تُجاز بأجر كل صلاة على منفردها، وذلك في حال القيام بنفس عدد التكرارات لكل متوفى دون زيادة أو نقصان. هذا يُسهل على المسلمين أداء هذه الفريضة الجماعية ويحث على التعاون فيما بينهم في ظل الزيارات المكثفة للمقابر، بما يعزز روح التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع.

ولعكس أهمية هذا التكافل، تبرز الفوائد الروحية والاجتماعية لصلاة الجنازة التي تخلق روابط إنسانية متينة بين الجميع، منها:

• ترسيخ المحبة في القلوب بين أفراد الأمة عبر الوقوف صفًا واحدًا.
• تهيئة الأجواء الروحانية التي تشجع على الدعاء والتضرع، مما يجمع القلوب على هدف نبيل.
• تعزيز الدعم النفسي لعائلة المتوفى من خلال مشاركة الجميع في توديع الفقيد ومساندتهم.