هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ سؤال طالما أثار فضول البشر وأشعل خيالهم بين قسوة الفقد وغموض المجهول. في عالم يتداخل فيه العلم بالروحانيات، وبين قصص الشهود وتجارب الأحياء، يبرز دور الخبراء لفك طلاسم هذا اللغز الأزلي. في هذا المقال، يأخذنا الدكتور يسري جبر، من خلال خبرته ورؤيته العلمية، في رحلة استكشافية تحاول التعرف على حقيقة ارتباط الأموات بما يحدث من حولهم، بعيدًا عن التقاليد والأساطير، لنصل إلى فهم أعمق يجمع بين العقل والقلب.
الأسس العلمية والثقافية لفكرة شعور الأموات
تُعد فكرة شعور الأموات موضوعًا يجمع بين الموروث الثقافي والبحث العلمي الحديث، حيث يتحدث بعض الدراسات عن وجود أبعاد علمية مرجحة لهذه الفكرة رغم غموضها. فعلم الأعصاب يؤكد أن الوعي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالنشاط الدماغي، وهذا النشاط يتوقف تدريجيًا بعد الموت، مما يثير تساؤلات حول إمكانية بقاء أي نوع من الإدراك بعد الوفاة. ومع ذلك، فقد أظهرت بعض الحالات النادرة التي يُطلق عليها “خبرات الاقتراب من الموت” أن جزءًا من الدماغ قد يظل نشطًا لفترة قصيرة، مما يسمح بأشكال محدودة من الإحساس أو الاستجابة.
من الناحية الثقافية، تحمل المجتمعات روايات وتفسيرات متنوعة تعكس الاعتقاد بوجود تواصل أو شعور من قبل الأموات، ويُظهر الجدول التالي بعض فروق الثقاقة والتفسيرات:
| الثقافة | التفسير الشائع | الصيغة العلمية المقابلة |
|---|---|---|
| التراث الإسلامي | حديث الروح وبراءة الأموات أو استشعارهم للذكر والدعاء | نظريات الوعي المستمر المؤقت حتى انتهاء التحلل البيولوجي |
| الثقافات الشرقية | وجود أرواح حية تتفاعل مع الأحياء | الاعتماد على خبرات الاقتراب من الموت وجوانب علم الطاقة الحيوية |
| الغرب الحديث | قصص التواصل من خلال الوسيطين أو الأبحاث الروحانية | محاولات تفسير الظواهر عبر علم النفس العصبي والتحليل السيميائي |
- العامل البيولوجي: توقف الوظائف العصبية يعني فقدان شعور الأموات.
- البُعد الروحي: يؤمن به غالبية الثقافات بوجود نوع من الاستمرارية.
- التفسيرات العلمية الحديثة: تركز على تجارب الاقتراب من الموت وكيف تؤثر على الإدراك.

تجارب وآراء د. يسري جبر في تفسير الظواهر الروحية
يؤكد د. يسري جبر من خلال تجاربه أن الظواهر الروحية ليست مجرد خيال أو أوهام بل هي تفاعل حقيقي بين الأحياء والأموات في بعد مختلف من الواقع. حسب رأيه، يشعر الأموات بما يدور حولهم من مشاعر وأحداث، لكنه يوضح أن الإدراك هذا يختلف عن وعينا الحسي، فهو يشبه التواصل عبر موجات طاقة دقيقة لا نستطيع دائماً تفسيرها أو قياسها بالأجهزة التقليدية.
في تفسيره لهذه الظواهر، يعدد د. جبر بعض النقاط الأساسية التي تساهم في فهم هذه الرسائل الروحية:
- تردد الاهتزازات: كل روح ترسل رسائل بناءً على ترددها الخاص الذي قد يتأثر بحالة الوعي المحيط.
- الحالة النفسية للأحياء: الأشخاص الأكثر انفتاحاً وحساسية عاطفية يلاحظون هذه الظواهر بكثرة.
- الأماكن الزمنية: هناك أماكن معينة تتكرر فيها تجليات روحية أكثر من غيرها، وتعزو ذلك لطبقات الطاقة المتراكمة فيها.
| العامل | الوصف | الأثر |
|---|---|---|
| الحالة العاطفية | انفتاح المشاعر وتقبلها | زيادة استقبال الرسائل الروحية |
| الأماكن | المناظر الطبيعية القديمة أو المعابد | تعزيز ظهور الظواهر |
| الفترة الزمنية | ساعة الغسق أو الفجر | زيادة النشاط الروحي |

كيف يتعامل الأحياء مع مفهوم وعي الأموات وتأثيره النفسي
تتباين ردود أفعال الأحياء حيال مفهوم وعي الأموات بين تصديق تام إلى تشكيك جاد، والنتيجة دائماً ترتبط بالتأثير النفسي العميق على حالة الإنسان الحي. فالكثيرون يجدون في هذا الاعتقاد متنفساً للراحة والأمل، حيث يشكل تصور وعي الأموات نوعاً من الحضور المستمر الذي يزيل الشعور بالوحدة ويخفف من حدة فقد الأحبة. وفي المقابل، قد يؤدي التشكيك أو الخوف من عدم التأكد إلى إثارة القلق والاضطراب العاطفي، خاصةً إذا كان هناك شعور بالذنب أو عدم اكتمال في العلاقة مع الراحلين.
تتنوع الطرق التي يتعامل بها الأحياء مع هذه الفكرة، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- الطقوس والعبادات: مثل الدعاء والزيارة التي تعزز الشعور بالتواصل الروحي.
- السرد القصصي واستحضار الذكريات: حيث يُحكى عن الفقيد وكأن روحه ما زالت حاضرة بين الأحياء.
- المواجهة النفسية: عبر قبول فكرة الرحيل والوعي بأن الراحلين ينتقلون إلى حالة وجودية مختلفة.
هذه الأساليب تعكس محاولات مستمرة لفهم وتفسير العلاقة بين الحياة والموت وتساعد في تخفيف الضغوط النفسية جراء فقدان الأحبة.

نصائح د. يسري جبر لتعزيز السلام النفسي عند فقد الأحبة
يتعامل الكثيرون مع فقد الأحبة بحساسية عميقة، إذ يؤكد د. يسري جبر على أهمية تبني استراتيجيات تعزز السلام النفسي. تقبل المشاعر الحقيقية كالحزن والغياب وعدم القدرة على التصديق من الخطوات الأساسية، ويشدد على ضرورة منح النفس الوقت الكافي للشفاء دون استعجال التقدم. بالإضافة إلى ذلك، يقترح دمج بعض الممارسات اليومية التي قد تساعد على تخفيف الألم، مثل التأمل والتركيز على التنفس العميق لتحرير التوتر.
ومن بين النصائح العملية التي يوصي بها:
- إنشاء روتين يومي ثابت للتوازن النفسي.
- كتابة المشاعر في دفتر خاص كوسيلة للتفريغ والتواصل الذاتي.
- الانخراط في مجموعات دعم أو الاستعانة بمعالج متخصص لتوجيه المشاعر.
- الاهتمام بالنوم والتغذية الجيدة لتقوية القدرة على التحمل.
| النصيحة | الفائدة |
|---|---|
| التأمل اليومي | يخفض مستوى التوتر ويهدئ العقل |
| كتابة المشاعر | تسهّل التعبير عن الألم وتجديد القوة |
| انضمام لمجموعة دعم | يوفر بيئة تعاطف مشتركة ودعم معنوي |
In Summary
في ختام هذا الحوار المعمق مع د. يسري جبر، يبقى السؤال حول شعور الأموات بما يدور حولهم مفتوحًا للبحث والتأمل، حيث تتنوع وجهات النظر بين العلم والدين والفلسفة. قد لا نملك اليوم إجابة قاطعة، لكن ما نلمسه هو رغبة الإنسان الدائمة في فهم العالم الآخر والتواصل مع غيبه، وهو ما يجعل هذا الموضوع يظل من أكثر المواضيع إثارة وتشويقًا. وبينما يستمر العلم في استكشاف المجهول، تبقى تلك الأسئلة نافذة تأمل تفتح أمامنا آفاقًا جديدة في رحلة البحث عن الحقيقة.

