تشهد سماء مصر قريبًا ظاهرة فلكية نادرة تأسر الأنظار وتأخذ الجميع في رحلة بين أسرار الكون وجمال الطبيعة السماوية. «يستمر أكثر من 5 ساعات».. هكذا أعلن الفلكيون عن موعد الخسوف الكلي للقمر، الحدث الذي ينتظره عشاق الفضاء وعشاق الظواهر السماوية بفارغ الصبر. في هذا المقال، نستعرض معكم تفاصيل هذا الخسوف الفريد ومواعيده الدقيقة، لنكون معًا على موعد مع لحظات سحرية من الظلام والضوء تزين سماء مصر وتذكرنا بعجائب الكون التي لا تنتهي.
موعد بداية ونهاية الخسوف الكلي للقمر في سماء مصر
يرصد محبو الفلك في مصر ظاهرة نادرة ومميزة مع الخسوف الكلي للقمر الذي سيتمتعون بمشاهدته بوضوح تام في سماء بلادهم. تبدأ مراحل الخسوف عند دخول القمر في ظل الأرض تدريجياً، مما يعطيه تدرجات جميلة من اللون الرمادي حتى يتحول لونه خلال المرحلة الكلية إلى الأحمر الداكن أو البرتقالي، وهو ما يعرف بلون الدم. هذه الظاهرة ستبدأ عند الساعة 8:20 مساءً، وتستمر حتى الساعة 1:40 صباحاً، ما يعني أنه بإمكان جميع عشاق السماء متابعة هذا الحدث الفلكي الرائع لأكثر من خمس ساعات متواصلة.
نشير إلى أن الخسوف الكلي سيشمل عدة مراحل يمكن تمييزها بسهولة من خلال المراقبة، وهذه المراحل توضح بداية ونهاية كل جزء من الظاهرة، كما هو موضح في الجدول التالي:
المرحلة | وقت البداية | وقت النهاية | الوصف |
---|---|---|---|
بداية دخول القمر في شبه الظل | 7:20 مساءً | 7:50 مساءً | بداية التحول اللوني الخفيف |
بدء الخسوف الجزئي | 8:20 مساءً | 9:30 مساءً | ظهور الظلال بشكل واضح |
الخسوف الكلي | 9:30 مساءً | 10:45 مساءً | تحول القمر للون الأحمر |
نهاية الخسوف الجزئي | 10:45 مساءً | 12:00 صباحاً | عودة القمر تدريجياً للوضع الطبيعي |
الخروج الكامل من الظل | 12:00 صباحاً | 1:40 صباحاً | عودة القمر إلى توهجه الطبيعي |
- التوقيت دقيق حسب التوقيت المحلي لمصر.
- ينصح باستخدام تلسكوبات أو مناظير قصيرة المدى للحصول على رؤية أوضح.
- فرصة ممتازة لعشاق التصوير الفلكي لتسجيل لحظات الخسوف.
مراحل الخسوف الكلي وتأثيره على رؤية القمر في المناطق المختلفة
يمر الخسوف الكلي للقمر بعدة مراحل رئيسية تبدأ بدخول القمر في ظل الأرض الجزئي، حيث يبدأ في التعتيم تدريجيًا، ثم ينتقل إلى مرحلة الخسوف الجزئي التي يُلاحظ فيها جزء من القمر مظلماً بشكل واضح. بعد ذلك يصل القمر إلى الظل الكامل، حيث يتحول إلى لون أحمر برتقالي مميز نتيجة لانكسار أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض وتلون القمر بألوان دافئة. تستمر هذه المرحلة لفترة قد تتجاوز الساعة، مما يُتيح فرصة مشاهدة فريدة لمشهد فلكي نادر وجميل.
تتفاوت رؤية هذا الحدث السماوي حسب الموقع الجغرافي، حيث تلعب عوامل مثل توقيت الغروب، موقع القمر في السماء، ودرجة صفاء الجو دورًا رئيسيًا. في مصر، يستمر الخسوف لأكثر من 5 ساعات مع وضوح كامل للمرحلة الكلية في المناطق المفتوحة بعيدًا عن التلوث الضوئي. أما في بعض الدول المجاورة قد يُشاهد الخسوف جزئيًا فقط أو في توقيت مختلف، وهذا يعزز من أهمية متابعة الجداول الفلكية الخاصة بكل منطقة لمعرفة أفضل الأوقات للمراقبة.
المرحلة | الوصف | مدة تقريبية |
---|---|---|
الدخول الجزئي | بدأ تعتيم القمر تدريجياً | حوالي 1 ساعة |
الخسوف الجزئي | جزء من القمر مظلم | حوالي 1.5 ساعة |
الخسوف الكلي | القمر مظلم بالكامل ويتحول للون الأحمر | أكثر من 1 ساعة |
الخروج الجزئي | عودة القمر للإضاءة الجزئية | حوالي 1.5 ساعة |
الأسباب الفلكية وراء طول مدة الخسوف والكثير غير المتوقع
يمثل هذا الخسوف الكلي للقمر ظاهرة فلكية نادرة استثنائية تتسم بطول مدتها، ويرجع السبب الأساسي لهذا الاستمرار إلى تفاوت البُعد بين القمر والأرض في مسار مداره البيضوي. فحين يقترب القمر من نقطة الحضيض الأرضي، يدخل في ظل الأرض لفترة أطول، مما يزيد من مدة ظاهرة الخسوف. كما يؤثر ميلان المحور الأرضي وحجمه النسبي في التباين الزمني للخسوف ودرجة تظليله.
بالإضافة إلى ذلك، تتفاعل عدة عوامل معقدة تؤدي إلى استمرارية الخسوف لفترة طويلة، منها:
- زاوية دخول القمر إلى الظل الأرضي: فكلما كان الدخول أكثر انحرافاً عن المركز، طال وقت تواجده في ظل الأرض.
- التغيرات في الغلاف الجوي الأرضي: حيث تؤدي جزيئات الغبار ودرجة الرطوبة إلى تغيير شكل الظل وحدود الخسوف.
- الظروف المدارية والكواكب المجاورة: التي يمكن أن تؤثر بفعل الجاذبية على سرعة حركة القمر حول الأرض.
العامل الفلكي | التأثير |
---|---|
المسافة القمرية من الأرض | تحديد مدة الدخول في الظل |
ميلان محور الأرض | تغيير شكل وحجم الظل الأرضي |
الغلاف الجوي | تعديل حدّة الظل الظاهر |
نصائح لمتابعة الظاهرة بأمان وأفضل الأماكن للرصد في مصر
لضمان تجربة رصد آمنة وممتعة للكسوف القمري الكلي، يُنصح باستخدام نظارات مخصصة للرصد الفلكي عند مشاهدة الظاهرة في مراحلها المختلفة، خاصة عند بداية ومدى الخسوف الجزئي. تجنب النظر المباشر إلى القمر بأدوات مكبرة أو عبر تلسكوب بدون تمديد فلتر خاص، فقد يؤدي ذلك إلى إجهاد العين أو تلفها. يفضل التواجد في أماكن مفتوحة وبعيدة عن التلوث الضوئي للاستمتاع بمشاهدة واضحة، مع التأكد من تجهيز معدات المراقبة مثل الكاميرات والهواتف الذكية مع حامل لتثبيت الصورة.
من بين أفضل المواقع للرصد في مصر:
- محافظة مرسى مطروح: شواطئ هادئة وأفقٍ مفتوح يساهم في رؤية أوسع.
- الصحراء الغربية قرب واحة سيوة: أجواء صافية ومعتمة بعيداً عن أضواء المدن.
- حديقة الأزهر، القاهرة: مكان مركزي مع مساحة مفتوحة لمراقبة السماء بسهولة.
- شواطئ الغردقة: يوفر منظرًا ساحرًا مع انعكاس القمر على المياه.
يُنصح بالوصول قبل موعد الظاهرة بوقت كافٍ لتثبيت المعدات والتمركز في المكان المُختار.
In Retrospect
في النهاية، يبقى خسوف القمر الكلي حدثًا فلكيًا مذهلًا يستحق الانتظار والتأمل، خاصة عندما يمتد لأكثر من 5 ساعات، كما هو الحال في هذه الظاهرة التي ستشهدها سماء مصر قريبًا. إنها فرصة فريدة لربطنا بعظمة الكون وسحره، وتجديد شعورنا بالاندهاش تجاه حركة الأجرام السماوية. لذا، لا تفوتوا هذه اللحظات النادرة التي تجمع بين العلم والجمال، واجعلوا من مشاهدة الخسوف تجربة لا تُنسى تحت ضوء القمر المتغير.