في عالم الإعلام والفكر الديني، لا تخلو الساحة من الجدل والنقاشات التي تثير اهتمام الجمهور وتعيد إحياء قضايا قديمة بلهجة جديدة. من بين هذه الموضوعات، أثار الإعلامي والكاتب المصري إبراهيم عيسى موجة من الانتقادات حادة تجاه برنامج «البحث عن شيخ شعراوي جديد»، مشيراً إلى أنه فرصة ضائعة وتكرار غير مثمر لما جرى من قبل. في هذا المقال، نسلط الضوء على موقف عيسى من هذه المبادرة، ونتعرف على أبعاده وأسباب استنكاراته التي عبر عنها بعبارة تحمل الكثير من السخرية والدهشة: «يا نهار أسود».
إبراهيم عيسى وموقفه النقدي من البحث عن شيخ شعراوي جديد
يتناول إبراهيم عيسى في نقده الحاد موضوع البحث المستمر عن “شيخ شعراوي جديد”، معبراً عن استيائه من هذه الظاهرة التي يرى أنها تعكس حالة من الجمود الفكري والفراغ الروحي. وفقاً لعيسى، فإن هذا السعي لا ينبع من ضرورة حقيقية للتجديد، بل من رغبة عميقة في استنساخ نموذج محدد، يتجاهل التغيرات الاجتماعية والثقافية التي تواجهها المجتمعات المعاصرة. ويؤكد أن محاولة تقليد الشيخ الشعراوي – الذي شكّل تجربة فريدة في مجال الدعوة والإعلام – دون تمحيص أو تطوير يُفضي إلى “نهار أسود” من الافتقار إلى الإبداع والتميّز.
كما يشير عيسى إلى عدة نقاط رئيسية توضح موقفه من هذه الحملة الساعية لتكرار تجربة الشعراوي، منها:
- غياب الرؤية المتجددة: تتجاهل هذه المحاولات السياق الجديد والمتغير للمجتمع.
- الاعتماد على الخطابات الجاهزة: مما يجعل الدعوة رتيبة ومكررة.
- الاستنساخ بدل البناء: يبحثون عن نسخة بدل تطوير خطاب ديني معاصر يتفاعل مع قضايا العصر.
| النقطة | الشروح |
|---|---|
| التأثر بالماضي | الاعتماد على تجربة الشعراوي بدل الابتكار |
| غياب التفاعل | عدم معالجة قضايا الجمهور الجديد |
| التكرار | إعادة سرد نفس الأفكار بلا إضافة قيمة |

تحليل أسباب رفض الفكرة وتأثيرها على المشهد الديني والثقافي
ترفض العديد من الطبقات الفكرية والفنية فكرة البحث عن “شيخ شعراوي جديد” بسبب خشيتها من التكرار السطحي لرؤية متكررة لا تضيف جديداً للمجتمع، بل قد تُعمّق الجهل الديني والمفاهيم المغلوطة. تُعتبر هذه الفكرة محاولة لإحياء الماضي بنفس أساليبه وأفكاره، مما يجعلها عرضة لانتقادات تتعلق بفقدان الأصالة وعدم مواكبة التطورات الفكرية والثقافية التي يشهدها العصر الحديث. كما يرى بعض النقاد أنها ترسخ نمطاً تقليدياً بعيداً عن روح التجديد والتنوير التي يحتاجها المشهد الديني الراهن.
من جهة أخرى، يؤثر ذلك الرفض بشكل واضح على المشهد الثقافي والديني بطرق متعددة:
- تقليل فرص الإبداع والابتكار في التصورات الدينية، مما يحد من إثراء الخطاب الديني.
- تعزيز الانقسامات بين الفئات المختلفة التي تنظر إلى الدين بعين محافظين مقابل تحديثيين.
- حدوث نوع من الركود الفكري يؤدي إلى تراجع ثقة الجمهور في الخطابات الدينية التقليدية.
هذا الجدول يُلخص تأثيرات رفض الفكرة على المشهد الثقافي والديني:
| التأثير | الوصف |
|---|---|
| الركود الفكري | انخفاض مستوى الحوار المفتوح والتفاعل مع مستجدات العصر. |
| التقسيم الاجتماعي | زيادة فجوة التفاهم بين التيارات الدينية المختلفة. |
| نقص الإبداع | غياب الأفكار الجديدة التي تلامس هموم الجمهور المعاصر. |

دور الإعلام في صياغة صورة الزعماء الدينيين وتأثيرها على الجمهور
يلعب الإعلام دورًا محوريًا في تشكيل صورة الزعماء الدينيين، حيث يُقدمهم أو يُشوههم أمام الجمهور بطريقة تؤثر على مواقف الناس وتوجهاتهم. في هذا السياق، تظهر تصريحات إبراهيم عيسى كمثال واضح على الاستنكار النقدي لمحاولات صناعة نجمات دينية جديدة بطريقة تسلط الضوء على الاستعراض أو الشخصية بدلاً من الجوهر الديني والفهم العميق. هذا الأمر يؤدي إلى خلق نموذج مشوه للزعيم الديني، يُستهلك من قبل المتلقي كمنتج إعلامي أكثر منه شخصية روحية ذات مصداقية وقيمة.
التأثير الإعلامي في هذا المجال يمكن تلخيصه في النقاط التالية:
- تغيير الوعي الجماهيري من خلال تقديم الزعماء الدينين كنجوم ذات تأثير ثقافي واجتماعي وليس فقط ديني.
- التركيز على الجاذبية الخارجية والشخصية العامة، ما قد يقلل من قيمة المحتوى الفكري والديني.
- استقطاب جمهور متنوع عبر طرح القضايا الدينية بأساليب ترفيهية أو درامية.
| الأثر الإعلامي | الوصف |
|---|---|
| تعزيز الشعبية | الإعلام يصنع شهرة الزعماء ويعزز حضورهم في الساحة العامة. |
| تبسيط المعاني | تحويل الخطاب الديني إلى محتوى سهل الاستهلاك مهما قل عمقه الفكري. |
| تحويل الدين إلى تطبيقات تجارية | استخدام الدين في مجالات ترفيهية أو تسويقية لجذب اهتمام الجمهور. |

توصيات لتعزيز الحوار الديني النقدي بعيداً عن التمجيد والتبسيط المفرط
في ظل التحديات التي تواجه النقاشات الدينية في مجتمعاتنا، من الضروري أن نتجنب الوقوع في فخ التمجيد الأعمى والتبسيط المخلّ. الحوار الديني النقدي يحتاج إلى بيئة تسمح بطرح الأسئلة الصعبة وتحليل الأفكار دون خوف من الرفض أو التنميط. من المهم أيضًا تبني منهجية تتسم بالموضوعية والابتعاد عن الأحكام الجاهزة التي قد تغلق أبواب النقاش وتحد من فرص الفهم العميق للتجارب الدينية المتنوعة.
ولتعزيز هذا النوع من الحوار، يمكن اعتماد مجموعة من التوصيات العملية ترتكز على:
- تشجيع التنوع الفكري والتعددية في المصادر والمراجع الدينية.
- فتح منصات حوارية منفتحة تجمع بين مختلف التيارات الفكرية.
- تطوير مهارات النقد الذاتي لدى المتحدثين والباحثين الدينيين.
- تعزيز ثقافة الاحترام والتسامح حتى مع الرؤى المخالفة.
Future Outlook
في نهاية المطاف، يبقى نقد إبراهيم عيسى لـ«البحث عن شيخ شعراوي جديد» بمثابة دعوة للتأمل في كيفية تقديم الرموز الدينية والتراثية للجمهور المعاصر. فبينما يسعى البعض لإحياء أمجاد الماضي، تبرز الحاجة إلى التوازن والوعي في طرح هذه الشخصيات بما يحترم ذكريات الأجيال السابقة ويواكب روح العصر. وفي خضم هذا الجدل، تبقى الأهمية الأكبر لمنصات الحوار المفتوح الذي يعكس التنوع والاختلاف، بعيدًا عن المبالغات أو التبسيط المخل. فهل ستنجح محاولات إعادة اكتشاف رموز مثل الشيخ محمد متولي الشعراوي في تحقيق فهم جديد أم ستظل مجرد «نهار أسود» في تاريخ الإعلام؟ يبقى الزمن كفيلًا بالإجابة.

