تحتفل المجتمعات بمرحلة مهمة في حياة الشباب، وهي لحظة التخرج التي تمثل ثمرة جهد سنوات من الدراسة والاجتهاد. ومع ازدياد الاهتمام بإقامة حفلات التخرج، تبرز تساؤلات شرعية حول حكمها وضوابطها التي تضمن توافقها مع تعاليم الدين الإسلامي، والحفاظ على القيم الأخلاقية والاجتماعية. في هذا المقال، يكشف مفتي الجمهورية عن خمس ضوابط شرعية أساسية تحكم إقامة حفلات التخرج، لتقديم رؤية متزنة تساعد الأسر والشباب على تنظيم هذه المناسبة بشكل يليق بها دون تجاوز للضوابط الشرعية.
حكم إقامة حفلات التخرج من منظور الإسلام
تتوقف مشروعية إقامة حفلات التخرج على التزامها بضوابط شرعية أساسية تراعي مقاصد الشريعة الإسلامية في الحفاظ على الأعراض والمال والدين. يحرص الإسلام على أن تكون الفرحة مشروعة بلا إسراف أو تبذير، ولا تخالف القيم الأخلاقية والاجتماعية، إذ أن التكاثر في الإنفاق أو الوقوع في مظاهر الفرح المخلّة قد يُسبب إشكالات شرعية متعددة. لذلك، يقدم مفتي الجمهورية ضوابط محددة تضمن أن يكون الاحتفال متوافقًا مع تعاليم الدين، من بينها تجنب الخمور والموسيقى الفاحشة والتزام الحشمة وعدم الخروج عن حدود الشرع في مزاح وأحاديث المناسبة.
بالإضافة إلى المنع من المحظورات، يجب أن تُراعي حفلات التخرج جانب الاعتدال في التكاليف وعدم التباهي بالمال أو التفاخر على الآخرين، لأن الإسلام يدعو إلى توخي البساطة والتواضع في كل الأحوال. كما يوصى بأن تكون المناسبة فرصة لتعزيز القيم الإيجابية بين الطلاب وأسرهم، مع تذكير بأن النجاح الحقيقي هو بالعلم والعمل الصالح. هذا الجدول يوضح أهم الضوابط الشرعية التي كشف عنها المفتي لتنظيم حفلات التخرج بشكل مشروع:
| الضابط | التفصيل |
|---|---|
| عدم الإسراف | تجنب إخراج أموال بغير ضرورة |
| الابتعاد عن المحرمات | كالموسيقى الفاحشة والخمر |
| الحشمة والاحتشام | الملابس والسلوك المناسب |
| التواضع والبساطة | عدم التفاخر بين الأفراد |
| غرس القيم الإيجابية | تشجيع العلم والعمل الصالح |

الضوابط الشرعية الأساسية لتنظيم حفلات التخرج
عند النظر في إقامة حفلات التخرج، هناك عدد من الضوابط الشرعية المهمة التي يجب الالتزام بها لضمان توافق المناسبة مع المبادئ الإسلامية. أول هذه الضوابط هو ضرورة أن تكون الفعالية خالية من المحرمات، سواء من حيث الألفاظ أو الأجواء أو الموسيقى، بحيث لا تتضمن أي ما يسيء إلى الدين. كما يجب المحافظة على الحشمة والاحتشام في الملبس والسلوك، مع تجنب الاختلاط غير المشروع الذي قد يؤدي إلى الفتنة أو الخروج عن الضوابط الشرعية المعروفة.
بالإضافة إلى ذلك، يجب الحرص على أن لا تُصرف الأموال في مبالغ باهظة تفوق الحاجة، وذلك حفاظاً على الاقتصاد الشخصي والعائلي. من المستحب أن يتم توجيه الدعوة بشكل محدود، مع مراعاة أن تكون الغاية من الحفل تعبيراً صادقاً عن الفرحة والامتنان لله، وليس للظهور أو التفاخر. كما ان الاتفاق على هذه الضوابط يضمن أجواءً آمنة ومباركة تعزز من روح التكافل بين الخريجين وأسرهم، وتحقق قدراً من البركة في المناسبة.
- الابتعاد عن المحرمات وخلق بيئة مناسبة للحفل.
- الاحتشام في المظهر والسلوك وعدم اختلاط غير مشروع.
- عدم الإسراف والمبالغة في الإنفاق.
- توجيه الدعوات بشكل محدود لضمان الخصوصية والهدوء.
- التركيز على الفرح الحقيقي والنية الصادقة في الحفل.

كيفية الموازنة بين الفرح والالتزام الشرعي في الاحتفالات
الاحتفالات تُعد فرصة للتعبير عن الفرح والسرور بنجاحات الحياة، ولكن من المهم أن توضع الحدود الشرعية التي تضمن تحقيق التوازن بين البهجة والالتزام. الموازنة تبدأ بوضع نية صادقة لاحتفالية تحترم القيم الإسلامية، بعيدًا عن أي مظاهر قد تؤدي إلى الإسراف أو التعالي على حدود الشريعة. فالحفاظ على نقاء النية يجعل الفرح مبنيًا على أسس شرعية سليمة، ويمكّن من الاستمتاع باللحظة دون الشعور بالذنب أو التجاوز.
من جانب آخر، يجب مراعاة بعض الضوابط التي تضمن أن تكون الاحتفالات محتشمة وهادفة، مثل:
- اختيار أماكن مناسبة بعيدًا عن الممارسات غير اللائقة.
- تقليل المبالغة في الإنفاق غير الضروري.
- تجنب الاختلاط غير المشروع وتطبيق الضوابط الشرعية بوضوح.
- الامتناع عن الغناء والموسيقى التي تخالف القيم الشرعية.
وهكذا، يصبح الفرح متماشيًا مع الشرع، ويُفتح مجال للاحتفال بما يثلج الصدر ويبث البهجة دون خروج عن السلوك الإسلامي القويم.

توجيهات مفتي الجمهورية حول السلامة الاجتماعية والأخلاقية في حفلات التخرج
أكد مفتي الجمهورية على أهمية التزام الحضور بقيم الاحترام والتقدير المتبادل أثناء الاحتفالات، بحيث يكون التجمع إطاراً يثري الروح الاجتماعية ويعزز الأخلاق الإسلامية. ومن الضروري الابتعاد عن مظاهر التباهي والمظاهر الباذخة التي قد تؤدي إلى الإسراف أو المنافسة السلبية، مع الإشادة بالنجاح والإنجاز بأسلوب يراعي مشاعر الجميع ويحفظ كرامة المشاركين.
كما شدد على أن الاحتفالات يجب أن تبتعد عن أي عنصر من عناصر الغناء غير المشروع أو الأعمال التي تخرج عن حدود الحشمة، مع التزام الحضور بالعادات والتقاليد التي تحترم قيم الأسرة والمجتمع.
لتوضيح الضوابط الشرعية المتعلقة بحفلات التخرج، يمكن تقديمها في الجدول التالي:
| الضابط | الشرح |
|---|---|
| الاختلاط | تنظيم الفعالية بحيث يكون الفصل بين الجنسين احتراماً للحياء. |
| الموسيقى | الالتزام بموسيقى عفيفة خالية من المحرمات. |
| الملابس | ارتداء الملابس المحتشمة التي تعبر عن الوقار والاحترام. |
| الإسراف | تفادي البذخ والتركيز على الجو الروحي والمعنوي للاحتفال. |
| الآداب العامة | الالتزام بالسلوكيات التي تعزز الأخلاق وتبعد عن الفتنة أو الخلافات. |
The Way Forward
في الختام، تبقى حفلات التخرج مناسبة مميزة في حياة كل طالب، تحمل الفرح والاحتفال بثمرة الجهد والاجتهاد. ومع ذلك، فإن الالتزام بالضوابط الشرعية التي يوضحها مفتي الجمهورية يضمن أن تكون هذه الاحتفالات متوافقة مع قيم الدين ومبادئه السامية. إن مراعاة هذه الضوابط ليس مجرد تقيد، بل هو سبيل للحفاظ على البركة والرضا في هذه اللحظات السعيدة، ليخرج منها الجميع بذكريات طيبة تجمع بين الفرح والطمأنينة الروحية. فلنجعل من حفلات التخرج مناسبة تجمع بين الاحتفال والالتزام، فتكون خير شاهد على نجاح الإنسان في مسيرته العلمية والدينية.

