في ظل تسارع وتيرة الاستراتيجيات التنموية التي تتبناها الدول العربية لتعزيز دور المرأة في المجتمع، برزت أهمية التعاون الإقليمي والدولي كرافد رئيسي لدعم قضايا تمكين النساء اقتصاديًا. وفي هذا الإطار، شارك المجلس القومي للمرأة في اجتماع عقدته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا «الإسكوا»، ناقش خلاله سبل تعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل وتطوير قدراتها الاقتصادية في المنطقة العربية. يأتي هذا الاجتماع كخطوة محورية تجسد الاهتمام المتزايد بقضايا المرأة وتمكينها من حضور فاعل ومتوازن في جميع المجالات التنموية.
القومي للمرأة وتأثير مشاركته في تعزيز دور المرأة اقتصادياً في الوطن العربي
ساهم «القومي للمرأة» بشكل فعال في اجتماعات «الإسكوا» من خلال تقديم رؤى استراتيجية تهدف إلى تعزيز دور المرأة في الأسواق العربية اقتصادياً. تمحورت المشاركة حول استعراض التحديات التي تواجه النساء في القطاعات المختلفة واقتراح آليات تمكنهن من الوصول إلى فرص عمل مستدامة وتحقيق استقلال مالي. كما تم تقديم نماذج وأبحاث ميدانية تظهر كيف يمكن للإدماج الاقتصادي أن يلعب دوراً محورياً في تطوير المجتمعات المحلية وزيادة نسب النمو الاقتصادي في الدول العربية.
ركزت المداولات على عدة محاور رئيسية، منها:
- تعزيز المهارات المهنية والتقنية للنساء لتأهيلهن لسوق العمل الحديث.
- دعم ريادة الأعمال النسائية من خلال برامج تمويلية وتدريبية متخصصة.
- إزالة الحواجز القانونية والاجتماعية التي تعيق مشاركة المرأة الاقتصادية.
| العنوان | التأثير المتوقع |
|---|---|
| التدريب المهني | زيادة مهارات العمل |
| الدعم المالي | تمكين المشاريع النسائية |
| التشريعات | تحسين بيئة العمل |
تحليل استراتيجيات اجتماع الإسكوا وأبعاد تمكين المرأة في سوق العمل العربي
شهد اجتماع الإسكوا الأخير نقاشًا معمقًا حول تطوير آليات تمكين المرأة عربياً من خلال خلق بيئة اقتصادية شاملة وعادلة. ركز المشاركون على أهمية تعزيز مهارات النساء وتمكينهن من فرص العمل في القطاعات الحيوية لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة ومتكاملة. تم التأكيد على دور السياسات الوطنية في دعم برامج التدريب وريادة الأعمال، إلى جانب مواجهة التحديات الاجتماعية والثقافية التي تعيق مشاركة المرأة في سوق العمل.
تضمنت الاستراتيجيات المطروحة نقاطاً رئيسية يمكن توضيحها عبر الجدول التالي، والذي يسلط الضوء على أبعاد تمكين المرأة الاقتصادية:
| الأبعاد | الاستراتيجيات المقترحة |
|---|---|
| التعليم والتدريب | برامج تدريبية متخصصة، تعزيز التعليم التقني والمهني |
| دعم ريادة الأعمال | توفير تمويل مرن، حاضنات أعمال نسائية، شبكات دعم |
| الإطار القانوني والسياسات | سن قوانين تحمي حقوق العمل، مكافحة التمييز، تسهيلات للأمهات العاملات |
| التوعية الاجتماعية | حملات إعلامية، تغيير الصور النمطية حول دور المرأة في العمل |
هذه الرؤى تعكس رؤية شاملة لتمكين المرأة الاقتصادي، وضرورة العمل المشترك بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص لضمان ترجمة هذه الاستراتيجيات على أرض الواقع بشكل فعّال ومستدام. يظل التنسيق الإقليمي والدولي عاملاً محورياً لضمان استمرارية العمل وتحقيق الأهداف المنشودة في مسيرة تحقيق المساواة والدمج الاقتصادي.
تحديات وتوصيات لتعزيز فرص النساء في القطاعات الاقتصادية الحيوية
تواجه النساء في القطاعات الاقتصادية الحيوية العديد من العقبات التي تحد من مشاركتهن الفعالة واستفادة اقتصادية مستدامة. من أبرز هذه التحديات قلة فرص التدريب والتطوير المهني، وعدم توفر بيئات عمل داعمة للمرأة، فضلاً عن التمييز الاجتماعي والثقافي الذي يحد من وصولهن إلى مراكز القرار. كما تلعب المشكلات المتعلقة بتنظيم الوقت بين الالتزامات العائلية والمهنية دورًا كبيرًا في تقليص فرص التطوير الاقتصادي للنساء في المجتمعات العربية.
لتجاوز هذه التحديات، يُوصى باتخاذ مجموعة من الإجراءات الاستراتيجية التي تعزز من قدرات النساء وتوسع مدارك فرصهن في سوق العمل، ومنها:
- إنشاء برامج تدريبية متخصصة تركز على مهارات ريادة الأعمال والتقنيات الحديثة.
- تبني سياسات مرنة في أماكن العمل تدعم التوازن بين الحياة المهنية والأسرية.
- تعزيز الوصول إلى التمويل للمشاريع النسائية من خلال حوافز مصرفية ومركزية.
- تشجيع المشاركة في مراكز صنع القرار لضمان تمثيل نسائي فاعل في القطاعات الحيوية.
آفاق التعاون الإقليمي لدعم المشاريع النسائية وتمكين المرأة في الاقتصادات المحلية
شهد الاجتماع الذي نظمته اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) مشاركة فاعلة من المجلس القومي للمرأة، حيث تم التركيز على أهمية تبادل الخبرات وتعزيز الشراكات بين الدول العربية لدعم المشاريع النسائية وتمكين المرأة من خلال تنمية الاقتصادات المحلية. تناول الاجتماع عدة محاور أساسية منها:
- إنشاء منصات مشتركة لتسهيل وصول النساء إلى مصادر التمويل.
- تطوير برامج تدريبية مبتكرة تركز على المهارات الرقمية وريادة الأعمال.
- تعزيز السياسات الحكومية التي تدعم بيئة العمل النسائية وتنميتها.
كما تم استعراض مجموعة من المبادرات الناجحة التي اعتمدت على التعاون الإقليمي، حيث أظهرت النتائج الأولية زيادة ملموسة في فرص شغل النساء وتحسين دخل الأسر. يبرز الجدول التالي بعض المؤشرات الاقتصادية التي توضح أثر هذه المبادرات على الاقتصادات المحلية:
| الدولة | نسبة النساء المشاركات في المشاريع | نسبة زيادة الدخل المحلي |
|---|---|---|
| مصر | 45% | 12% |
| لبنان | 38% | 9% |
| الأردن | 50% | 15% |
The Way Forward
في خضم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها المرأة العربية اليوم، يظل حضور «القومي للمرأة» في اجتماعات «الإسكوا» بمثابة نبراس يعكس أهمية العمل المشترك والتكاتف الإقليمي من أجل تمكين المرأة اقتصادياً. إذ لا يقتصر النجاح على مجرد النقاشات، بل يتجسد في الخطوات العملية التي تعزز دور النساء في تنمية مجتمعاتهن، وتفتح أمامهن أبواب الفرص على مختلف المستويات. تبقى رسالة «القومي للمرأة» واضحة، وهي أن تمكين المرأة هو استثمار حقيقي في مستقبل المنطقة، يستحق أن يستمر ويزدهر عبر المزيد من المبادرات والتعاون المثمر.
