في أعماق السماء، عندما يتلبد القمر بظلال الأرض في ظاهرة طبيعية نادرة تُعرف بخسوف القمر، تتوجه الأنظار نحو السماء بحلول سكون الليل، تترافق هذه اللحظات مع شعائر دينية تعبّر عن عظمة الخلق وعظمة الخالق. ومن هذا المنطلق، أطلقت دار الإفتاء المصرية توضيحاتها حول كيفية أداء صلاة خسوف القمر، تلك الصلاة التي تعكس عمق الروحانية والتواصل مع الله في أوقات الظواهر الكونية. في هذا المقال، نسلط الضوء على الطريقة الشرعية لأداء هذه الصلاة التي تحمل في مبادئها تعبيراً عن الخشوع والتضرع، مستعينين بتوجيهات دار الإفتاء التي تجمع بين الدقة الفقهية والروحانية الإسلامية.
دار الإفتاء المصرية تشرح وقت أداء صلاة خسوف القمر
تُؤدى صلاة خسوف القمر في الوقت الذي يحدث فيه الخسوف الكامل أو الجزئي للقمر، ويُستحب للمسلمين أن يختاروا الوقت الذي يظهر فيه التأثير الأكبر للخسوف لأداء الصلاة. وفقًا لتوجيهات دار الإفتاء المصرية، فإن الصلاة تبدأ بمجرد تأكد الخسوف ولا تُؤدى قبل وقوعه، حيث يتوجه المسلمون إلى أداء ركعتين متتاليتين على النحو التالي:
- الركعة الأولى: قراءة الفاتحة وسورة طويلة مع الإطالة في القيام والركوع والسجود، مع الدعاء بخشوع.
- الركعة الثانية: مماثلة للأولى في القراءة والخشوع والتركيز على دعاء الله عز وجل.
تنقسم الصلاة إلى أقسام تُظهر مكوناتها الأساسية وتساعد في تذكير المصلين بأهدافها الروحية، كما أن الوقت المثالي لأدائها يُشجع على التضرع والذكر والتوبة:
| الوقت | الوصف |
|---|---|
| بدء الخسوف | يُفضل البدء بالصلاة مباشرة بعد ظهور العلامة الأولى للخسوف. |
| الذروة | وقت التأثير الأكبر للخسوف، فيه يُكثف الدعاء والخشوع. |
| نهاية الخسوف | يمكن الصّلاة إذا لم تُؤدَّ سابقًا قبل انتهاء الخسوف. |

كيفية أداء صلاة خسوف القمر حسب المذهب الإسلامي
تبدأ الصلاة عند رؤية خسوف القمر، وتنفذ ركعتين جهرًا تُقرأ في كل ركعة سورة الفاتحة وما تيسر من القرآن، مع الجهر بالقراءة لتكون السنّة واضحة بين الجماعة. في كل ركعة تُقسَّم الصلاة إلى أربع ركعات من الركوع والسجود، حيث يؤدي المصلي في كل ركعةركوعين» وسجودين على التوالي، مع التشديد على أهمية الخشوع والخشية في أداء الوضع. ويُذكر أن لكل ركوع وسجود مقامته من الدعاء والذكر، مما يزيد في ثواب هذه الصلاة العظيمة.
نذكر أهم خطوات أداء الصلاة بشكل مبسط من خلال الجدول أدناه:
| الركعة | عدد الركوعات | عدد السجودات |
|---|---|---|
| الأولى | 2 | 2 |
| الثانية | 2 | 2 |
- النية: استحضار نية الصلاة لخسوف القمر والتوجه إلى الله بخشوع.
- القراءة: قراءة سورة الفاتحة وما تيسر من القرآن بصوتٍ مسموع أمام الجماعة.
- الركوع والسجود: التفصيل في الركعتين مع التكرار كما هو موضح في الجدول.
- الدعاء بعد الصلاة: الإكثار من الدعاء والذكر لما للخسوف من دلالة على قدرة الله وعظمته.

الركعات والدعاء المخصصان في صلاة خسوف القمر
تتألف صلاة خسوف القمر من ركعتين يؤديهما المصلي بشكل مميز بحيث يُكثر في كل ركعة من القراءة والركوع والسجود. يبدأ المصلي بقراءة سورة الفاتحة ثم يُكمل بسورة طويلة مثل سورة آل عمران أو سورة البقرة لزيادة الخشوع والتركيز في الصلاة خلال هذا الحدث الفلكي، حيث يُقصد بذلك التوبة والدعاء والدعاء شدت الحاجة إلى رحمة الله. بعد القراءة، يطيل في الركوع والسجود أكثر من الصلاة العادية، مُظهرًا تعظيم قدر الله تعالى في هذا الموقف العظيم.
الدعاء المخصص خلال الصلاة يتضمن ذكرًا خاصًا لتأثير خسوف القمر، ويُسن الإكثار من الدعاء بين الركعات وفي السجود، حيث يُرفع الصوت بالدعاء والابتهال إلى الله تعالى بصفاء القلب وصدق الإيمان. من أمثلة الأدعية التي يُستحب قولها:
- اللهم اكفنا شر ما نرى ونسأل رحمتك الواسعة.
- اللهم اجعل هذا الخسوف خروجًا للبلاء وزوالًا للهرج.
- ربنا أجرنا من العذاب الشديد وارزقنا السلامة والطمأنينة.
| الركعة | المدة المفصلة | نوع السورة المقروءة |
|---|---|---|
| الأولى | قراءة طويلة مع تركيز في الركوع والسجود | الفاتحة + سورة طويلة |
| الثانية | نفس طريقة الأولى مع زيادة الدعاء | الفاتحة + سورة طويلة |

التوجيهات الشرعية للتزام القلوب والخشوع أثناء الصلاة
الخشوع والقلب الحاضر في الصلاة من أهم أعمدة قبولها ورفع درجات العبد عند الله تعالى. لتحقيق ذلك، يُنصح بأخذ النفس عميقاً قبل التكبيرة وتخصيص نية خالصة، فـ الانشغال بالدنيا يلهي القلب عن حقيقته. ومن الوسائل التي يُمكن اتباعها لضبط القلب وتركيزه:
- تدبر معاني الآيات والأذكار المقرؤة خلال الصلاة.
- التفكر في عظمة الخالق وعظمة الصلاة كحلقة وصل بين العبد وربه.
- البعد عن كل ما يشغل البال كالهموم والدنيا قبل وأثناء الصلاة.
كما توصي الشريعة المباركة بـ مراقبة النفس بعد كل ركعة بمحاولة استشعار حضور القلب وخشوعه، وتذكير النفس بأن الصلاة لقاء مع الله وحده. ولتعزيز ذلك، يُستحب الإكثار من التهليل، والتسبيح، والدعاء بخشوع داخل الصلاة وخارجها، مع الإلتزام بالسكون وضبط الحركات، حيث إن السكون ظاهرة خارجية تُسهم في إحساس القلب بالسكينة والطمأنينة.
| الوسيلة | وصف مختصر | الهدف |
|---|---|---|
| تدبر معاني الآيات | فهم كلمات الصلاة وإدراك مغزاها | تركيز القلب |
| مراقبة النفس | تقييم حضور القلب بين الركعات | التحسين المستمر للخشوع |
| ضبط السكون | تثبيت الجسد والحركة | سكينة القلب |
Wrapping Up
وفي الختام، تُعد صلاة خسوف القمر من السنن المؤكدة التي تحثنا عليها الشريعة الإسلامية، لما فيها من تذكير بخضوع الكون لعظمة الخالق سبحانه وتعالى. وقد حرصت دار الإفتاء المصرية على توضيح الطريقة الصحيحة لأداء هذه الصلاة، لتكون نُموذجاً يُقتدى به في التعبّد والتضرع. فلتكن هذه اللحظات فرصة للتدبر والتقرب إلى الله بالدعاء والذكر، مستحضرين فيه إعجاز الخلق وعظمة الرحمن في قضاءه وقدره. نسأل الله أن يجعلنا ممن يستجيبون لندائه ويؤدون عباداتهم بخشوع وإيمان.

