في عالم كرة القدم المصرية، تظل الأندية الكبرى محط أنظار الجميع، ويبرز اسم الزمالك كواحد من أعرق وأشهر الأندية التي صنعت تاريخاً حافلاً بالإنجازات والبطولات. وسط هذا السجل الحافل، يبرز صوت جديد يحمل حكمة التجربة والرؤية المتخصصة، وهو كمال درويش، الرجل الذي لم يكتفِ بأن يكون رئيساً عادياً، بل كان أول متخصص يتولى قيادة النادي. وفي تصريحات صريحة وصادقة، يؤكد درويش أنه ليس الرئيس الأفضل في تاريخ الزمالك، مما يعكس تواضعه وواقعيته في تقييم مسيرته ومسيرة النادي العريق. هذه المقالة تسلط الضوء على تجربته الفريدة ورؤيته النابعة من قلب نادي الزمالك.
كمال درويش ومفهوم الإدارة المتخصصة في نادي الزمالك
يشتهر كمال درويش بكونه من أوائل الشخصيات التي أدخلت مفهوم الإدارة المتخصصة في نادي الزمالك، معتمداً على خبرته الفنية والإدارية التي ساهمت في وضع آليات حديثة تواكب تطورات كرة القدم والإدارة الرياضية. لم يكن الهدف مجرد تحقيق نتائج مادية على الأرض فحسب، بل كان يسعى أيضاً إلى بناء منظومة متكاملة تعتمد على التخصصية، بحيث يُدار كل جانب داخلي في النادي من قبل مختصين قادرين على تحقيق استدامة تطور الفريق وأداء اللاعبين.
قبل توليه الرئاسة، كان الاعتماد على الكفاءات داخل النادي قليلاً ومحدوداً، أما درويش فقد أدخل تغييرات مهمة شملت:
- إنشاء وحدات إدارية متخصصة في الشؤون القانونية والمالية والتسويقية.
- تبني خطط تطوير شاملة تُعزز من البنية التحتية للنادي.
- تنظيم الفئات السنية بما يواكب أفضل معايير تدريب الألعاب الرياضية.
هذه الخطوات، رغم ما واجهته من تحديات، ساهمت في إحداث نقلة نوعية، ومكنت الزمالك من استغلال طاقاته بشكل أكثر تنظيماً واحترافية.
| الميزة | الوصف |
|---|---|
| الاحترافية | توظيف متخصصين في كل مجال لإدارة النادي بكفاءة. |
| التنظيم | هيكلة إدارية واضحة تضمن سير العمل بسلاسة. |
| الاستدامة | ترسيخ أسس التطوير المستمر بعيداً عن القرارات الفردية. |

التحديات التي واجهت كمال درويش أثناء قيادته للنادي
واجه كمال درويش تحديات كبيرة خلال فترة قيادته لنادي الزمالك، حيث كان عليه التعامل مع ضغوط جماهيرية وإدارية غير مسبوقة. كان على الدرويش التنقل بين مطالب الجمهور العاشق والواقعية المالية التي يعاني منها النادي، مما جعل اتخاذ القرارات لا يخلو من صعوبات جمة. أبرز هذه التحديات تمثلت في:
- حفظ التوازن بين الإصلاح الإداري والتطوير الفني داخل النادي.
- مواجهة الالتزامات المالية المتراكمة والتي أثرت على الأداء الرياضي.
- إدارة الصراعات الداخلية بين أعضاء مجلس الإدارة والداعمين.
رغم هذه الصعوبات، استطاع درويش وضع أسس إدارية حديثة معتمداً على خبرته المتخصصة، مما وضع النادي على طريق الاحتراف. الجدول التالي يوضح بعض المحطات التي واجه فيها كمال درويش ضغوطاً متنوعة وتأثيرها على مسيرة النادي خلال فترة رئاسته:
| التحدي | التأثير | الحل المتبع |
|---|---|---|
| الأزمات المالية | تأجيل بعض الصفقات الرياضية | إعادة الهيكلة المالية وفتح قنوات تمويل جديدة |
| نقص الخبرة الإدارية في بعض القطاعات | بطء في اتخاذ القرارات | تعيين مختصين لإدارة القطاعات الحيوية |
| التوتر الجماهيري | ضغط مستمر على الجهاز الفني واللاعبين | زيادة التواصل الإعلامي وتوضيح الخطط المستقبلية |

الدروس المستفادة من تجربة كمال درويش في الزمالك
يمكن القول إن تجربة كمال درويش في نادي الزمالك كانت مليئة بالدروس المهمة التي تفيد الأجيال المقبلة من القائمين على الإدارة الرياضية. أولاً، ضرورة التخصص والاحترافية في إدارة الأندية الرياضية، حيث أكد كمال درويش أنه كان أول متخصص يقود الزمالك، مما ساعد في إدخال مفاهيم إدارية حديثة ونظم متطورة لم تكن موجودة سابقًا في الأندية المصرية. هذا الإنجاز يوضح أهمية وجود خبراء مدربين قادرين على مواجهة تحديات المؤسسات الرياضية بشكل علمي ومنهجي.
علاوة على ذلك، تعلم الجميع أن الإدارة الناجحة لا تقتصر فقط على النتائج على أرض الملعب، بل تشمل أيضاً بناء هيكل قوي ومستدام للنادي. ويمكن تلخيص الدروس المستفادة من هذه التجربة في النقاط التالية:
- الشفافية والتواصل: ضرورة عرض الأمور بوضوح مع الجمهور والمناصرين للحفاظ على ثقتهم.
- الاستثمار في البنية التحتية: مثل تطوير ملاعب التدريب وتحسين المرافق لتكون قاعدة انطلاق للنجاح المستدام.
- تنمية الكادر الإداري: الاهتمام بتدريب العاملين وتطوير مهاراتهم بعيدا عن العشوائية.
- الاستدامة المالية: وضع خطط واضحة لإدارة الموارد المالية دون اللجوء إلى القرارات الارتجالية.

توصيات لتعزيز الدور الإداري في أندية كرة القدم المصرية
تتطلب أندية كرة القدم المصرية منظومة إدارية متطورة تتماشى مع التطورات العالمية في إدارة الأندية الرياضية، الأمر الذي يُعزز من قدرتها على المنافسة وتحقيق الإنجازات. الاحترافية في الإدارة لا تقتصر فقط على اختيار رئيس النادي، بل تشمل بناء فرق متخصصة تمتلك الخبرة والكفاءة في مجالات مختلفة مثل التسويق، العلاقات العامة، الإدارة المالية، والتخطيط الاستراتيجي. لذلك، تخصيص الكفاءات وتدريبها بشكل دوري يُعد ركيزة أساسية لنجاح الأندية على المدى الطويل.
إلى جانب تطوير الكوادر، يُنصح بتبني الممارسات التالية لتعزيز الدور الإداري:
- التخطيط الاستراتيجي: وضع رؤية واضحة ومحددة تراعي الطموحات الرياضية والاقتصادية للنادي.
- الشفافية والمساءلة: إنشاء آليات واضحة لتتبع الأداء المالي والإداري مع نشر التقارير بشكل دوري.
- استخدام التكنولوجيا: تبني نظم معلومات حديثة تساعد في اتخاذ القرارات بشكل علمي ودقيق.
- تفعيل التواصل الجماهيري: بناء جسور قوية مع الجماهير عبر منصات التواصل الاجتماعي لضمان الدعم المستمر.
| العنصر الإداري | الأثر المتوقع |
|---|---|
| بناء فريق متخصص | تحسين جودة اتخاذ القرار |
| التخطيط المالي السليم | استدامة الموارد المالية |
| التدريب الدوري | رفع كفاءة العاملين |
| التواصل الفعال مع الجماهير | تعزيز الولاء والدعم |
Future Outlook
في النهاية، يظل كمال درويش علامة فارقة في تاريخ نادي الزمالك، ليس فقط بصفته رئيسًا، بل كأول متخصص يتولى قيادة القلعة البيضاء، حاملًا معه رؤية مختلفة وأسلوب إدارة احترافي. رغم تواضعه في القول بأنه “لست الرئيس الأفضل”، إلا أن إنجازاته وإسهاماته تركت بصمة واضحة لا تُنسى في مسيرة النادي. هذه الحكاية تذكرنا دومًا بأن القيادة الحقيقية ليست فقط في الألقاب، بل في الأثر الذي يُحدثه الإنسان من خلال دمه واهتمامه وإخلاصه تجاه من يحب.

