في عالم يزداد فيه الاهتمام بالحيوانات الأليفة وأهمية رعايتها، تبرز تساؤلات فقهية حول حكم اقتناء الكلاب وكيفية التعامل مع نجاستها ضمن الإطار الشرعي. من هذا المنطلق، يقدم أمين الفتوى في هذا المقال توضيحاً دقيقاً مستنداً إلى الأدلة الشرعية، يجيب فيه عن أبرز الأسئلة المتعلقة بامتلاك الكلاب وأحكام النظافة والطهارة المرتبطة بها. تابع معنا هذه الإجابات لتتعرف على الجوانب الشرعية الهامة التي تساعد على التوازن بين العناية بالحيوان والالتزام بالأحكام الدينية.
حكم اقتناء الكلاب في الشريعة الإسلامية وآثاره الشرعية
في الشريعة الإسلامية، اقتناء الكلاب له شروط وضوابط محددة، حيث يُعد الحضور والاقتراب من الكلب أمرًا مباحًا إذا كان لغرض نافعة كالحراسة أو الصيد، مع تجنب التعلق بها بلا ضرورة. فقد وردت أحاديث نبوية تُشير إلى أن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب أو صورة، وهو تحذير يشير إلى ضرورة الحذر في اقتناء الكلاب، ومراعاة الطهارة والنجاسة الشرعية. وعلى المسلم الالتزام باستخدام الكلب في الأمور التي جُعلت له، مع الابتعاد عن المبالغة في ملازمته وإهمال الطهارة.
أما عن نجاسة الكلب وكيفية التعامل معها، فهي محل إجماع بين علماء الفقه على أن لعابه نجس، ويجب تطهير ما لامسه بعناية. ومن أبرز الطرق المباحة:
- غسل المكان الذي لامسته لعاب الكلب سبع مرات، إحداها بالتراب أو ما يقوم مقامه.
- المحافظة على نظافة اليدين بعد ملامسة الكلب، وغسلهما جيدًا قبل الوضوء.
- تفادي استعمال أدوات الكلب في الأماكن التي تؤثر على الطهارة.
| نوع التعامل | مستوى الطهارة | الإجراء الشرعي |
|---|---|---|
| لمس الكلب بدون لعاب | طاهر | لا غسل مطلوب |
| تلامس اللعاب مع الجلد | نجس | غسل سبع مرات مع مرة تراب |
| استخدام أدوات الكلب | نجس | تنظيف وتعقيم قبل الاستخدام |

أسباب جواز اقتناء الكلاب وشروطه من وجهة نظر الفقهاء
يرى الفقهاء أن اقتناء الكلاب يجوز في بعض الحالات المحددة التي تحقق مصالح مشروعة، مع الالتزام بشروط تعزز الحفاظ على الطهارة والنظافة. من أهم هذه الأسباب: الحراسة، الصيد، ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يعتبر اقتناؤها في هذه الحالات ضرورة لا بد منها. ويؤكد الفقهاء على أن الغاية الشرعية من اقتناء الكلب يجب أن تكون واضحة ومقبولة، مع تفويت فرص الإضرار والحرص على نظافة المكان وتجنب الأذى.
أما الشروط التي يجب مراعاتها عند اقتناء الكلاب فهي:
- تخصيص مكان خارجي للكلب للحد من دخوله إلى أماكن العبادة أو أماكن الطعام.
- الاعتناء بالنظافة والتطهير المستمر لمكان تواجد الكلب، والتعامل مع نجاسة الكلب بدقة.
- عدم الاعتداد بالكلب للزينة فقط، وإنما بهدف تحقيق مصلحة مشروعة.
- الالتزام بالضوابط الشرعية عند التعامل مع نجاسة الكلب، كغسل اليدين بعد لمسه واستخدام الماء والصابون للتخلص من النجاسة.
| السبب | مصلحة شرعية | شروط التعامل |
|---|---|---|
| الحراسة | حماية النفس والمال | عدم دخول الكلب للبيت إلا عند الضرورة والتطهير |
| الصيد | تحصيل الطعام | تنظيف الأدوات واليدين بعد الصيد |
| مساعدة ذوي الاحتياجات | تيسير الحياة | التأكد من تدريب الكلب ونظافته |

كيفية التعامل مع نجاسة الكلاب وطرق التطهير الشرعية
عند التعامل مع نجاسة الكلاب، يجب التأكد أولاً من كيفية تطهير المكان أو الشيء الذي لامسته نجاسة الكلب. وفقًا للفتوى الشرعية، تتم عملية التطهير بشكل محدد حيث يُغسل المكان المتنجس سبع مرات، إحداها بالتراب أو ما يقوم مقامه مثل الرمل أو الصلصال. ويُفضل استخدام الماء الجاري، مع التركيز على تنظيف الأجزاء التي تمسها النجاسة بدقة لضمان زوالها تمامًا.
خطوات التطهير الشرعية تشمل:
- غسل المكان المتنجس جيدًا بالماء المعتدل.
- إضافة التراب أو الرمل في واحدة من هذه الغسلات، مع فرك المكان برفق.
- تكرار الغسل حتى إتمام سبع مرات بشكل كامل.
- التأكد من إزالة كل أثار النجاسة، حيث يؤكد العلماء على أهمية النظافة لصحة الطهارة.
| نوع النجاسة | طريقة التطهير | عدد الغسلات |
|---|---|---|
| بول الكلاب | غسل الماء والطمس بالرمل | 7 مرات (واحدة بالتراب) |
| دم الكلاب | غسل بالماء فقط | غسلة واحدة أو حسب الحاجة |
| وسخ عام | غسل أو مسح بالماء | حسب الحاجة |

توصيات أمين الفتوى للحفاظ على الطهارة والنظافة عند اقتناء الكلاب
للحفاظ على الطهارة والنظافة عند اقتناء الكلاب، يوصي أمين الفتوى باتباع بعض الإجراءات الوقائية التي تضمن نظافة المكان والمحافظة على صحة الإنسان. من الضروري تخصيص مكان محدد للكلب بعيدًا عن أماكن الصلاة والطعام، مع الحرص على تنظيفه بانتظام باستخدام مواد مخصصة لإزالة الأوساخ والروائح. كما يجب غسل اليدين جيدًا بعد التعامل مع الكلب، وخاصة بعد تنظيف فضلاته أو ملامسته لمناطق غير نظيفة، للحفاظ على الطهارة الشخصية.
- تنظيف الأطعمة وأوعية الشرب الخاصة بالكلب بشكل دوري.
- استخدام الماء والصابون لغسل أي أثر نجاسة فورية.
- تجنب دخول الكلب إلى غرف النوم والمساحات المخصصة للعب الأطفال.
- تقليم أظافر الكلب بانتظام للحفاظ على سلامة اليدين أثناء مسكه.
وفي حالة حدوث تلوث بالنجاسة، يجب استخدام الماء الجاري والصابون أو مواد التنظيف المعتمدة، بالإضافة إلى التأكد من إزالة جميع آثار النجاسة لضمان استيفاء شروط الطهارة الشرعية. كما نصحت الفتوى بضرورة تجديد الماء والوضوء للمتأثرين مباشرة بالنجاسة والحفاظ على نظافة الملابس والمكان بشكل مستمر لتجنب أي مشاكل صحية أو شرعية.
In Conclusion
وفي الختام، يبقى اقتناء الكلاب مسألة تحتاج إلى فهم دقيق لضوابط الشرع والتعامل مع ما قد يصاحبها من نجاسة، وفق ما أوضحه أمين الفتوى من توجيهات واضحة تساعد على المحافظة على الطهارة والالتزام بالتعاليم الإسلامية. فالتوازن بين الاستفادة من وجود الكلاب والعناية بنظافة المكان وسلامة الطهارة، هو السبيل الأنجح لتجنب الوقوع في المحظور، مع الحرص على أن يكون التعامل مع هذه المخلوقات بما ينسجم مع القيم الدينية وأداب التعامل التي أوصانا بها الشرع الكريم.

