في عالمٍ يزدحم بصور الحياة اليومية ولحظات النجاح، تتسابق أصابعنا على لوحة المفاتيح لنشارك تفاصيل نعمة أو إنجاز عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ولكن، هل توقفنا لحظة لنتأمل في تأثير هذه المشاركات؟ في هذا السياق، يطل الأزهر الشريف بحكمته المعتدلة ليحذر مستخدمي منصات التواصل من الوقوع في فخ المُبَاهَاةِ بالنِّعَمِ والتَّفَاخُر، منبّهاً إلى أهمية التواضع والنعمة باعتبارها حقاً يُحمد عليها دون تعالي أو تفاخر. هذه الدعوة تأتي لتعيد ترتيب منظورنا حول القيم والأخلاق في فضاء إلكتروني لا يعرف الحدود.
الأزهر وفهم حكم المُبَاهَاة بالنِّعَم في الشريعة الإسلامية
حذّر الأزهر الشريف من الانزلاق في ظاهرة التفاخر بالممتلكات والنعَم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن مثل هذه الأفعال قد تندرج تحت باب المُبَاهَاة التي تُعَد من الأمور التي نهى عنها الشرع. فالشرع الحكيم يدعو إلى الاعتدال في عرض النعم وعدم التباهي بها، لما في ذلك من فتنة للقلب وإثارة الحسد والبغضاء بين الناس، وهو ما يتعارض مع قيم التواضع والمحبة التي يحث عليها الإسلام.
وشدد الأزهر على أن مراعاة أحكام الشريعة في هذا السياق تشمل:
- الحياء والاختفاء: حيث يُفضل إظهار النعم بشكل معتدل بعيدًا عن التفاخر.
- تجنب الحسد: عبر عدم إظهار ما قد يثير الحساد ويفسد العلاقات الأخوية.
- الاعتراف بنعمة الله: شكر الله على ما أنعم به دون التفاخر أمام الناس.
| العنصر | التأثير السلبي | الحل الشرعي |
|---|---|---|
| المباهاة بالنعَم | الفرق بين الناس، الحسد. | الاعتدال وشكر الله سرًّا وعلانية. |
| الإفراط في التفاخر | تفاوت الاجتماعي، الفتور في العلاقات. | التواضع وعدم التفاخُر بالنعم. |

تأثير التفاخر على القيم الاجتماعية والأخلاقية في مجتمعاتنا
يعكس التفاخر بالنعم عبر وسائل التواصل الاجتماعي نمطًا سلبيًا يتعارض مع القيم الإسلامية والاجتماعية التي تدعو إلى التواضع والاعتدال. إذ يمكن أن يؤدي هذا السلوك إلى غرس مشاعر الحسد والفرقة بين الأفراد داخل المجتمع، مما يضعف الروابط الاجتماعية ويهدد التماسك الأسري والجماهيري. بالإضافة، قد يشجع التفاخر على تبني أنماط استهلاكية مبالغ فيها، تتعارض مع مبادئ العدالة والمساواة، وتزيد من الهوة بين الطبقات الاجتماعية.
من أبرز التأثيرات السلبية للتفاخر على القيم:
- انخراط الأفراد في منافسات غير بناءة تؤدي إلى الغرور والتكبر.
- تفكك الروابط الأخلاقية والإنسانية التي تقوم على الرحمة والتسامح.
- غلبة الماديات على القيم الروحية والمعنوية، مما يضعف حس المسؤولية الاجتماعية.
| القيمة الاجتماعية | التأثير السلبي الناتج |
|---|---|
| التواضع | تحوله إلى ازدواجية وفقدان الصدق الاجتماعي. |
| العدالة | نشوء نوع من التفاوت والتمييز المبني على المظاهر. |
| الرحمة | انحسار التعاطف بسبب شعور البعض بالتفوق الاقتصادي. |

كيفية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يعزز التواضع والاحترام
في عالم يختلط فيه العولمة بثقافات متعددة، يصبح التواضع والاحترام عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضرورة للحفاظ على تماسك القيم الأخلاقية. ينبغي للمستخدمين أن يحرصوا على نشر محتوى يعكس رشادتهم وتأدبهم، بعيدًا عن التفاخر بالنعم أو إبراز الثراء بشكل قد يولد الحسد أو الغرور. فبدلاً من استعراض المكاسب المادية أو الاجتماعية، يمكن التركيز على مشاركة القصص الإيجابية التي تبني روح المحبة والتآزر، مثل دعم القضايا الخيرية أو نشر عبارات تحفيزية تعزز من روح الجماعة.
- احترام خصوصيات الآخرين: عدم نشر الصور أو المعلومات دون إذن.
- التعامل بلغة مهذبة: اختيار الكلمات الهادئة والبعيدة عن الشتائم أو السخرية.
- التوازن في عرض المحتوى: تجنب الإغراق في التباهي والحرص على التنوع فيما يُنشر.
كما يمكن الاستفادة من قواعد بسيطة تُساعد على تعزيز بيئة تواصل مُحترمة وبها روح التواضع، مثل:
| السلوك | الوصف |
|---|---|
| عدم التفاخر | التذكير بأن النعم هبة من الله وليست مدعاة للتعالي. |
| الرد اللطيف | تجنب العنف اللفظي والرد بأسلوب يحفظ الكرامة. |
| مراعاة المشاعر | الابتعاد عن نشر ما قد يسبب الإهانة أو الإحباط للآخرين. |

نصائح عملية للتعامل بحكمة مع المحتوى المادّي على المنصات الرقمية
في عالم التواصل الرقمي، يصبح التحكم في طريقة عرض المحتوى المادي أمرًا حيويًا للحفاظ على السلامة الاجتماعية والنفسية. من الضروري تجنب الإفراط في عرض النعم سواء كانت من الممتلكات أو المال، لأن ذلك قد يثير الحسد والغيرة بين المتلقين. بدلاً من ذلك، يُنصح باستخدام المنصات في نقل محتوى هادف يعكس القيم الإيجابية ويشجع على التواضع والاعتدال.
لتحقيق ذلك، يمكنك اتباع عدة خطوات تجعل تجربتك الرقمية أكثر حكمة ومسؤولية، مثل:
- مراجعة النية قبل النشر: هل الغرض مشاركة فائدة أم التباهي؟
- اختيار المحتوى الذي يعكس القيم وليس التفاخر.
- التواصل الإيجابي مع المتابعين عبر دعم الرسائل الهادفة.
- التقليل من إظهار التفاصيل المادية والتركيز على المحتوى الثقافي أو الأخلاقي.
The Conclusion
في خضم زخم الحياة الرقمية وتدافع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، يظلّ الأزهر الشريف بصوته الحكيم مصدرًا للنصح والإرشاد، يحث الأفراد على استحضار قيم الاعتدال والتواضع. فالمُبَاهَاةِ بالنعم والتفاخر لا تجلب إلا الفرقة وتغيب روح المحبة والتقدير الحقيقي للنعمة، التي تزداد بركتها بالمشاركة والتواضع. فلنجعل من كلمات الأزهر منارة تهدينا في طرق التواصل الاجتماعي، لنرتقي بأفعالنا وأقوالنا، وننشر عبر شاشاتنا قيم الخير والاعتدال، بعيدًا عن مظاهر التفاخر الزائف، في مجتمعٍ يسوده الود والتراحم.

