في قلب قطاع غزة، حيث تتقاطع الأزمات وتتلاطم المعاناة، تواجه أكثر من مليون امرأة وفتاة خطر المجاعة الجماعية التي تهدد حياتهن وكرامتهن. تُسلّط وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” الضوء على هذه الأزمة الإنسانية الحادة، التي تعكس عمق التحديات المعيشية والصعوبات المتزايدة في ظل الحصار المستمر والنزاعات الدائرة. في هذا السياق، يتجلى نقش الأمل في تصدي النساء والفتيات لهذه المحنة، متحديات القسوة بصبر وإرادة، بينما تستمر الجهود الدولية والمحلية لوقف هذا النزيف الإنساني وفتح آفاق للحياة الكريمة.
تأثير المجاعة الجماعية على النساء والفتيات في غزة
تتعرض النساء والفتيات في غزة إلى أبعاد إنسانية مضاعفة جراء المجاعة الجماعية التي تجتاح المنطقة، فهن أكثر الفئات هشاشة من الناحية الصحية والنفسية. نقص الغذاء لا يؤثر فقط على أجسادهن بل يترك أثرًا عميقًا على حياتهن الأسرية والاجتماعية، حيث تتحمل النساء الأعباء الأكبر في محاولة تأمين الغذاء والرعاية للأطفال وكبار السن في ظل انعدام الموارد.
يتجلى التأثير في عدة جوانب، منها:
- تدهور الحالة الصحية: ارتفاع معدلات نقص التغذية وأمراض سوء الامتصاص تؤدي إلى ضعف مناعة النساء والفتيات، ما يجعلهن أكثر عرضة للأمراض المزمنة والحادة.
- الضغط النفسي والاجتماعي: القلق المستمر بشأن تأمين لقمة العيش يتسبب في حالات اكتئاب واضطرابات نفسية متزايدة، تؤثر على الاستقرار الأسري.
- تأثيرات تعليمية: اضطرار الفتيات لترك المدارس والانخراط في أعمال منزلية أو مهنية من أجل المساعدة في دعم الأسرة.
| المؤشر | التأثير على النساء والفتيات |
|---|---|
| نسبة سوء التغذية | أكثر من 60% |
| ترك المدارس | 25% زيادة في الفترة الأخيرة |
| الإصابة بالأمراض المزمنة | مرتفعة بسبب نقص الفيتامينات |

دور الأونروا في تقديم الدعم النفسي والصحي للمتضررات
تتكامل جهود الأونروا في سبيل تقديم دعم نفسي وصحي متكامل ومتطور للنساء والفتيات اللواتي يعانين من آثار الأزمة في غزة. من خلال مراكز الدعم النفسي المنتشرة في مختلف المخيمات، توفر الأونروا جلسات علاج نفسي فردية وجماعية تركز على تعزيز الصمود النفسي، مع إعطاء أولوية خاصة للضحايا من العنف والصدمات النفسية. يتضمن هذا الدعم برامج متخصصة تعنى بتطوير مهارات التأقلم وتحسين الحالة النفسية، تزامناً مع إجراء عمليات تقييم دورية للحالة النفسية لكل مستفيدة لضمان تلقيها العناية المناسبة.
وبالإضافة إلى الدعم النفسي، تقدم الأونروا خدمات صحية متكاملة تشمل الرعاية الأولية، التطعيمات، ودعم الحمل والولادة لضمان صحة المرأة والأسرة في ظل الظروف الصعبة. ويتم تنظيم ورش توعوية صحية لتعزيز فهم النساء والفتيات حول الأمراض المزمنة والوقاية منها، إضافةً إلى برامج متخصصة لمتابعة الحالات الصحية الحرجة بالتعاون مع المرافق الصحية المحلية. من خلال هذه الجهود، تساهم الأونروا في بناء منظومة دعم متينة تحمي وتساند النساء في مواجهة تحديات المجاعة والصراعات المستمرة.
| نوع الخدمة | الوصف | عدد المستفيدات |
|---|---|---|
| دعم نفسي فردي وجماعي | جلسات علاجية واستشارات نفسية متخصصة | 25,000+ |
| رعاية صحية أولية | فحوصات طبية وتوزيع أدوية أساسية | 50,000+ |
| تثقيف صحي | ورش عمل توعوية ومواد تعليمية | 60,000+ |

تحديات توزيع المساعدات في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة
تواجه عمليات توزيع المساعدات في غزة تحديات جسيمة نتيجة الظروف الإنسانية الصعبة التي تعيق وصول الدعم الضروري إلى المحتاجين بشكل فعال. من أبرز العراقيل انقطاع البنية التحتية، حيث تؤثر الأزمات المتتالية على شبكات الطرق والمرافق الأساسية، ما يجعل التنقل ونقل المواد الإغاثية عملاً معقداً يتطلب تنسيقًا دقيقًا وجهودًا مضاعفة من الفرق الميدانية. بالإضافة إلى ذلك، تتسبب القيود الأمنية وعمليات التفتيش المتكررة في تأخير عمليات التسليم، مما يزيد من معاناة السكان، وخاصة النساء والفتيات اللواتي يواجهن ظروفًا قاسية وسط نقص الغذاء والمياه النظيفة.
- عدم الاستقرار السياسي: يؤثر بشكل مباشر على خطط توزيع المساعدات ويعرقل التعاون بين الجهات المعنية.
- نقص التمويل: أدى إلى تقليص حجم الإمدادات الغذائية والطبية المتاحة.
- تفاوت الوصول: بعض المناطق النائية تظل محرومة من الدعم بسبب التحديات اللوجستية.
تحتاج المنظمات الإنسانية إلى تطوير آليات توزيع مبتكرة تتناسب مع الظروف الراهنة، مثل إنشاء مراكز دعم متنقلة واستخدام التقنيات الرقمية لتتبع الطلب والتوريد وتحسين كفاءة العمليات. الجدول أدناه يوضح مقارنة مبسطة لبعض التحديات مع مقترحات الحلول الممكنة لتسهيل وصول المساعدات في غزة:
| التحدي | التأثير | الحل المقترح |
|---|---|---|
| تعطيل الطرق | تأخير وصول الطلبيات | استخدام المركبات المتخصصة والتنقل عبر الطرق البديلة |
| نقص التمويل | استهداف أعداد محدودة فقط | تنويع مصادر التمويل وجذب المانحين الجدد |
| القيود الأمنية | تأخر التفتيش والتوزيع | التعاون مع الجهات الأمنية لإنشاء نقاط تفتيش فاعلة ومبسطة |

استراتيجيات تعزيز صمود النساء والفتيات ومقترحات للمجتمع الدولي
تعزيز صمود النساء والفتيات في ظروف النزاع يتطلب نهجًا متكاملًا يركز على تمكينهن اقتصاديًا ونفسيًا واجتماعيًا. من الضروري توفير فرص تدريب مهني متخصصة، وتسهيل وصولهن إلى الخدمات الصحية والدعم النفسي، مع إتاحة مساحات آمنة تمكنهن من التعبير عن احتياجاتهن. تفعيل دور المجتمع المدني من خلال دعم المبادرات النسائية المحلية يساهم في بناء شبكة دعم قوية، تخفف من حدة الضغط النفسي وتوفر لهؤلاء النساء أدوات الاستقلالية المالية. كما يلعب التعليم دورًا محوريًا في توسيع آفاقهن وتحقيق الأمن الغذائي والاقتصادي للأسر.
في إطار الجهود الدولية، يُقترح تعزيز التنسيق بين الوكالات الأممية والمنظمات غير الحكومية لتوجيه المساعدات بشكل يراعي خصوصية النساء والفتيات في غزة.
- توفير التمويل المستدام لبرامج المرأة والشباب
- إنشاء منصات حوار مشتركة تضمن مشاركة النساء في صنع القرار
- تعزيز الاستجابات الإنسانية التي تحمي حقوق النساء وتلبي احتياجاتهن الخاصة
كما يجب دمج آليات للرصد والتقييم لضمان فاعلية البرامج وسرعة تعديلها بما يتلاءم مع التغيرات الميدانية. الاستثمار في النساء والفتيات يُعد استثمارًا في استقرار المجتمع وسلامته.
In Conclusion
في خضم هذه الأزمة الإنسانية الحادة التي تعصف بغزة، تظل قصص هؤلاء النساء والفتيات شهادات حية على الصمود في وجه المجاعة الجماعية التي تهدد حياتهن وأجيال المستقبل. «الأونروا» تُسلط الضوء على هذه الأزمة وتدعو المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري، لضمان توفير الغذاء والمساعدات الضرورية، وحماية حقوق هؤلاء النساء اللائي يحتجن اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الدعم والاحتواء. يبقى الأمل نبراساً رغم القسوة، ورسالة قوية إلى العالم بأن إنسانية الحياة لا تقاس بعدد الأصوات التي تُسمع، بل بمدى قدرتنا على الوقوف مع الضعفاء في أحلك الظروف.

