في وسط زخم الأحداث والتغيرات التي تشهدها المدن المصرية، يظل الفن نبراسًا يذكّرنا بتاريخنا وهويتنا الثقافية. ومن هذا المنطلق، أطل الفنان صبري فواز بنداءٍ إلى المسؤولين لإعادة تمثال الأديب الكبير نجيب محفوظ إلى مكانه الحقيقي، وسط أجواء من الحزن والتأمل. فقد قال صبري إن التمثال قد تعرض لـ«الظلم مرتين»، مما يستدعي وقفة جادة لإصلاح هذا الواقع والمحافظة على رموزنا الأدبية التي تمثل جزءًا أصيلاً من ذاكرة الأمة. في هذا المقال نستعرض تفاصيل هذا النداء وأهمية الحفاظ على التراث الثقافي من التشويه والإهمال.
أهمية تمثال نجيب محفوظ ودوره في إثراء المشهد الثقافي
يمثل تمثال نجيب محفوظ أكثر من مجرد نصب تذكاري؛ فهو رمز حي للإرث الثقافي المصري والعالمي. يعكس التمثال عظمة الكاتب الذي ترك بصمته في الأدب الروائي، حيث ساهم في توثيق الحياة الاجتماعية والسياسية بأسلوب سردي فريد. ومن خلال وجود التمثال في الفضاء العام، يُستعاد التراث الأدبي ويحافظ على التواصل بين الأجيال، مما يثري المشهد الثقافي ويحفز على القراءة والكتابة ضمن المجتمع.
وقد أشار نقاد ومثقفون إلى أن التمثال يلعب دوراً أساسياً في تعزيز الهوية الوطنية، إذ يُبرز قيم الإبداع والحرية الفكرية، ويسلط الضوء على التطورات الفكرية التي شهدتها مصر في القرن العشرين. ولهذا، فإن إبعاده أو إهماله لا يقتصر على المسألة الفنية فقط بل يؤثر على روح الثقافة وتاريخها الحي، مما يستوجب عودة التمثال إلى مكانه الحقيقي، لتستمر رسالته الثقافية والعلمية في الإشعاع والتأثير.
- تعزيز الوعي الأدبي بين الجمهور.
- حفظ ذاكرة الكاتب وإرثه الإبداعي.
- دعم المشروعات الثقافية والتعليمية المحلية.
- إحياء النقاش الفكري والتاريخي حول الأدب المصري.
| البُعد الثقافي | الأثر المباشر | النتيجة المتوقعة |
|---|---|---|
| التراث الأدبي | إحياء ذاكِرة نجيب محفوظ | تشجيع القراءة والتأليف |
| الهوية الوطنية | تقوية الروابط الثقافية | تعميق الانتماء المجتمعي |
| الإبداع الفني | تحفيز الفنانين والنحاتين | إثراء المشهد الثقافي البصري |

تاريخ التمثال ومراحل تعرضه للإهمال والظلم
رفع تمثال نجيب محفوظ من مكانه الأصلي في شارع الشيخ زايد، ومن ثم نقله بشكل غير لائق إلى موقع جديد بعيد عن الأضواء، كان بداية معاناة التمثال مع الإهمال والظلم. هذا التمثال الذي يعكس إرثًا ثقافيًا وحضاريًا عميقًا، لم يحظَ بالتقدير والاهتمام الكافيين، مما جعله معرضاً لعوامل التلف والقصور في الصيانة. مشاهد التمثال في حالة مهترئة كانت بمثابة صدمة لمحبي الأدب والحرص على التراث، وتعكس واقعًا مزعجًا عن التعامل مع رموزنا الوطنية والإبداعية.
من خلال متابعة دقيقة، نرى أن التمثال تعرض لعدة مراحل من الإهمال تشمل:
- نقل غير مدروس أدى إلى فقدان جزء من هويته بين محيطه.
- تراجع في فترة الصيانة، مما تسبب في ظهور تصدعات وبقع تلف على سطح التمثال.
- غياب التوعية المجتمعية ودور الإعلام في إعادة التمثال إلى مكانته الحقيقية.
لهذه الأسباب، أصبحت الدعوات المتكررة من الشخصيات الثقافية وما تلاه من تحركات جماهيرية ضرورة لإعادة الاعتبار إلى التمثال، ليس فقط كقطعة فنية، بل كرمز يحمل في طياته قصة نجيب محفوظ وتأثيره العميق في الأدب العربي والعالمي.

صوت الفنان صبري فواز: مناشدات لإعادة التمثال إلى مكانه الأصلي
صبري فواز وجه مناشدة صادقة للمسؤولين والجهات المختصة، طالباً إعادة تمثال نجيب محفوظ إلى مكانه الأصلي الذي اعتاد عليه الجمهور المصري. لفت الفنان الانتباه إلى أن التمثال لم يتعرض لمجرد النقل فحسب، بل تعرض لما أسماه بـ”الظلم مرتين”؛ الأولى بإبعاده عن موقعه الذي يعبّر عن ارتباطه العميق بالأدب والثقافة، والثانية بتجاهل قيمة الرمز الذي يمثله نجيب محفوظ في قلوب الناس. وأكد فواز على أهمية استعادة هذا الموقع كخطوة رمزية تُكرس الاحترام للتراث الفكري المصري.
في إطار حديثه، أشار فواز إلى أن التمثال ليس مجرد قطعة فنية، بل هو شاهد حي على مجد وروح نجيب محفوظ، ودليل على مكامن الإبداع والتاريخ الذين يجب الحفاظ عليهما. كما اقترح قائمة مطالب توضح أهمية القرار:
- إعادة التمثال إلى مكانه الذي يبرز قيمته الثقافية.
- توعية الجمهور بأهمية تمثيل رموز الأدب بشكل يليق بهم.
- توفير صيانة دورية للتمثال لتحمل عوامل الزمن.
- تنظيم فعاليات أدبية في محيط التمثال لتعزيز الوعي الثقافي.

كيفية الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز احترام رموزه الوطنية
إن الحفاظ على التراث الثقافي يتطلب التضافر بين الجهات الرسمية والمجتمع المدني لضمان بقاء الرموز الوطنية في مكانتها الحقيقية وتعزيز قيمتها التاريخية. فمثال تمثال نجيب محفوظ الذي يعكس عبقرية أدبية وتراثاً وطنياً غنياً، يجب ألا يُترك عرضة للتجاهل أو الاضطراب، بل يستحق أن يُحترم ويُعاد لوضعه الأصلي الذي يليق برمزية الشخصية وأهميتها الثقافية. إن الوعي بأهمية هذه الرموز يرتكز على تعزيز تعليم الأجيال القادمة والاحتفاء بها في الفعاليات الثقافية والفنية.
أهم الممارسات التي تساهم في دعم التراث وحماية رموزه:
- توفير مواقع ثابتة ومعتمدة لعرض التماثيل والرموز الوطنية.
- تنظيم حملات توعية وطنية تشجع على احترام التراث والحفاظ عليه.
- التشديد على العقوبات الرادعة لمن يحاول العبث بالموروثات التاريخية.
- تشجيع البحث والكتابة عن رموزنا الوطنية لتوثيق أدق تفاصيلها.
| الرمز الوطني | موقعه الأصلي | التهديدات الشائعة |
|---|---|---|
| تمثال نجيب محفوظ | ميدان المنشية | الإهمال ونقل التمثال |
| قصر البارون | وسط القاهرة | التهديدات العمرانية |
Concluding Remarks
في ختام هذه القضية التي لم تكن مجرد مسألة تمثال أو نصب تذكاري، بل رمز لتراث وأدب أبدعه نجيب محفوظ، يبقى النداء صريحًا وواضحًا: إعادة التمثال إلى مكانه الحقيقي تعني استعادة جزء من هويتنا الثقافية وإحياء ذكرى واحد من أعظم أدباء العرب. فالظلم الذي تعرّض له التمثال يعكس أزمة أعمق في تعاملنا مع تراثنا، وحين تعود الأمور إلى نصابها، يكون ذلك انتصارًا للذاكرة والاحترام والاعتراف بقيمة ما تركه نجيب محفوظ من إرث لا يزول. يبقى الأمل معقودًا على أن تستجيب الجهات المسؤولة لهذا النداء، ويُعيدوا للمجد صورته كما يستحقها.

